في قلب مدينة الناظور، وتحديدًا عند مفترق الطرق بين شارعي يوسف بن تاشفين والحسن الأول، حيث تزدحم العيادات الخاصة وتتكاثر المراكز الطبية، تنتصب صيدلية الريف شامخة ، لا لِما تقدمه من خدمة صحية، بل لما تحققه من أرباح خيالية على حساب كرامة المستخدمين وحقوقهم.
مالك الصيدلية؟ ليس سوى نجل ميمون الشيطان، الصيدلي المذكور الذي بات اسمه مرادفًا للاستغلال المقنن والربح الأقصى دون أدنى اعتبار للكرامة البشرية أو قانون الشغل.، فبعد سلسلة من الإعلانات “الوردية” عن فرص شغل وتوظيف، هلل البعض لصحوة اقتصادية محلية، لكن ما إن تطأ قدمك عتبة الصيدلية حتى تكتشف أن الحلم مجرد سراب.
طاقم كبير من المستخدمين، شباب وشابات، يعملون كخلية نحل لا تهدأ، في صمت تام، يبيعون الأدوية ويصرفون الوصفات، ويواجهون ضغطًا يوميًا خانقًا ، أما الأجور ؟ فهي هزيلة بشكل صادم، بالكاد تسد رمق يوم، ولا تعكس لا حجم العمل ولا موقع المؤسسة ولا الأرباح الطائلة التي تدخل جيوب المالك كل ساعة.
تحفيزات؟ منفية
تعويضات؟ غائبة
تأمين اجتماعي؟ لا أثر له
إحترام قانون الشغل؟ في خبر كان
ومع ذلك، تستمر الآلة في الدوران: أدوية تُباع بثمنها الكامل دون خصومات، والزبائن لا يعرفون ما يدور خلف الواجهة الزجاجية اللامعة. ملايين الدراهم تتدفق، فيما العامل يخرج آخر الشهر بورقة هزيلة، دون تغطية، دون أمل، ودون حتى شكر !
صيدلية الريف تحولت إلى رمز من رموز الاستغلال المهيكل بالناظور، لا فرق بينها وبين أي مصنع سري في الهامش. بل الأسوأ أن موقعها الاستراتيجي ومظهرها الأنيق يوهمك بأنك أمام مؤسسة محترمة، في حين أن ما يجري خلف الرفوف يندى له الجبين.
السؤال المطروح: أين مفتشية الشغل؟ أين مصالح الضمان الاجتماعي؟ أين نقابات القطاع؟
أم أن “الموقع الحساس” يُغلق العيون ويُسكت الآذان؟
العمال هناك لا يطلبون أكثر من حقهم في الأجر الكريم، في التأمين، في الاحترام، في بيئة عمل تحفظ آدميتهم.
14/05/2025