تلقّت جريدة “كواليس الريف” نداءً مفتوحًا من عائلات عدد من نزلاء سجن عين عائشة بإقليم تاونات، تسلط فيه الضوء على واقع مؤلم وغير إنساني يعيشه السجناء داخل هذه المؤسسة، التي يُفترض أن تكون فضاءً للإصلاح وإعادة الإدماج، لكنها – كما جاء في الرسالة – تحوّلت إلى “معتقل للذل، ومسرح للابتزاز والتمييز” .
من داخل الجدران : شهادات مؤلمة في الرسالة، تقول إحدى السيدات : “نكتب إليكم ونحن نكاد نختنق من الغضب والمرارة … في سجن عين عائشة، أبسط الحقوق مهدورة ، وتُشترى بالمال، والكرامة تُداس كل يوم ، ( مضيفة ) أخي ( ن – م ) لم يتسلّم وديعته المالية لأكثر من شهر، وكأن الجوع أصبح أداةً للتركيع … هل هذا هو الإصلاح الذي ينادون به؟”
وحسب المعطيات الواردة، فإن المؤسسة تعاني من اكتظاظ شديد، ونقص فادح في الأغطية والفراش ، مع غياب شبه تام للنظافة، خصوصًا في فصول البرد القارس والحر القاسي … أما الخدمات الصحية، فهي حسب وصف الرسالة : “مجرد حبر على ورق”، حيث يُترك النزلاء لمصيرهم في مواجهة الأمراض المزمنة والآلام دون علاج أو حتى تشخيص طبي.
أبرز ما جاء في نداء العائلات هو اتهامات صريحة بوجود رشوة ومحسوبية داخل السجن، حيث يُمنح الحق في العلاج أو استعمال الودائع المالية أو تحسين ظروف الإقامة مقابل مبالغ تُدفع في الخفاء … “الذي يدفع يعيش، والذي لا يملك، يُترك للجحيم”، على حد تعبير إحدى العائلات.
الرسالة التي تسرد قصص معاناة مختلفة ، تساءلت باستنكار : “أين هو الفصل 23 من دستور المملكة، الذي يُلزم باحترام كرامة المعتقلين ؟ أين التزامات المغرب الدولية تجاه اتفاقيات حقوق الإنسان؟ وأين هي قواعد نيلسون مانديلا التي تُعد مرجعية عالمية في معاملة السجناء؟”
العائلات وجهت مطالب عاجلة إلى المسؤولين، جاء في مقدمتها :
1-تحسين ظروف الإيواء والتغذية داخل السجن بشكل فوري.
2-ضمان الحق في الرعاية الصحية والعلاج دون تمييز أو مقابل.
3-وقف كافة أشكال الابتزاز وسوء المعاملة والترهيب داخل المؤسسة.
4- فتح تحقيق نزيه ومستقل في الشكاوى الواردة، تحت إشراف هيئات حقوقية.
5-محاسبة كل من يثبت تورطه في هذه الانتهاكات، إداريًا وقضائيًا.
في ختام الرسالة، أطلقت العائلات نداءً حارًا إلى المجتمع المدني، السلطات الوصية، والضمائر الحية في البلاد: “الكرامة لا تُجزأ، والسجون ليست أدوات للانتقام، بل مؤسسات لإصلاح الإنسان. نرفض أن تُدفن الحقيقة في ظلمة الزنازين، وسنواصل إيصال أصوات من لا صوت لهم.”
نداء من عائلات المعتقلين إلى “كواليس الريف” :
إلى الجريدة الوحيدة التي تكشف حقيقة ما يقع في السجون المغربية، نناشدكم نشر هذه الشهادة وإيصال صوتنا إلى الرأي العام، فالألم الذي يُكابد خلف أسوار سجن عين عائشة لا يجب أن يبقى طي النسيان.
نحن عائلات المعتقلين، لم نعد نحتمل الصمت، ونضع بين أيديكم هذه الرسالة علّها تفتح باب الأمل والتغيير.
“الحق لا يموت… وإن طال السكوت.”
14/05/2025