في مشهد صادم يعكس هشاشة السياسات الاجتماعية، يعيش نحو 500 شخص بلا مأوى داخل مطار مدريد – باراخاس الدولي، وسط تجاهل السلطات وتفاقم الأوضاع الصحية والإنسانية. وقد أثار هذا الوضع قلقًا متزايدًا لدى الإعلام الإسباني، الذي حذر من تحول المطار إلى بؤرة للمشاكل الصحية، بفعل انعدام النظافة وانتشار الحشرات.
فريق صحيفة إسبانية قام بجولة ميدانية داخل أروقة المطار، حيث كشف عن حقيقة مغايرة لما يُروّج له في بعض التصريحات الرسمية. فالأشخاص الذين يفترشون الأرض في صالات الوصول والمغادرة ليسوا طالبي لجوء، كما يُقال، بل هم مواطنون إسبان وأجانب يعانون من الفقر المدقع، البطالة، أو أمراض مزمنة. هؤلاء وجدوا في المطار ملاذًا اضطراريًا، بعد أن سدت في وجوههم كل الأبواب.
اللافت أن مجلس مدينة مدريد يصر على وجود طالبي لجوء في المطار، في محاولة منه للضغط على الحكومة المركزية لتسريع إجراءات اللجوء وتوفير موارد إضافية. غير أن الزيارة الميدانية لم تسجل أي حالة لطلب لجوء، ما يعزز موقف الجمعيات الخيرية والدينية مثل “كاريتاس”، التي تؤكد أن المشكل اجتماعي بحت، ولا يمت بصلة لقضايا الهجرة أو اللجوء.
تتزايد التساؤلات اليوم حول مدى استعداد السلطات الإسبانية لمواجهة هذه الأزمة، في ظل تفاقم الظواهر المرتبطة بالتشرد وانعدام الحماية الاجتماعية. فهل ستبقى الأزمة محصورة في أسوار المطار، أم أن السلطات ستتحرك لتقديم حلول إنسانية تحفظ كرامة هؤلاء الأشخاص؟
إن ما يحدث في باراخاس ليس مجرد مأساة فردية، بل إنذار واضح بضرورة مراجعة السياسات الاجتماعية والإسكانية في إسبانيا، قبل أن تتوسع الأزمة وتتحول إلى كارثة حقيقية.
14/05/2025