kawalisrif@hotmail.com

سبتة المحتلة :   “تحرش جنسي في الحرس المدني” ؟ “المستشارة المغربية” نبيلة تفتح النار برسالة غامضة

سبتة المحتلة : “تحرش جنسي في الحرس المدني” ؟ “المستشارة المغربية” نبيلة تفتح النار برسالة غامضة

في عرض جديد من عروض الكوميديا السياسية على مسرح سبتة المحتلة، وجّه الحزب الاشتراكي الإسباني PSOE صفعة إعلامية لنبيلة بنزينة، المستشارة المغربية المكلفة بالصحة والخدمات الاجتماعية بحكومة الاحتلال، التي قررت فجأة أن ترتدي عباءة المدافعة عن حقوق المرأة… ولكن فقط عندما لا تكون المرأة من سبتة، ولا يكون المتحرش من البلدية !

ففي رسالة رسمية أرسلتها إلى وزيرة المساواة آنا ريدوندو، تحدّثت بنزينة عن “حالات تحرش جنسي” في صفوف الحرس المدني. إلا أن ما أثار الجدل هو أن الرسالة جاءت خالية من أي دليل، أو حالة محددة، أو حتى إشارة بسيطة لمدينة سبتة. بنزينة بدت كمن يطلق النار في الهواء وينتظر أن يصيب هدفًا ما… في مكان ما!

الحزب الاشتراكي لم ينتظر طويلاً للرد، وسارع لتذكير بنزينة بأن سبتة، حسب السجلات الرسمية، لم تُسجّل فيها أي شكاوى تحرش من هذا النوع، بينما التزمت المستشارة نفسها بصمت عميق أشبه بـ”الصمت الانتقائي” حين انفجرت قضايا تحرش حقيقية داخل البلدية نفسها، بعضها وصل إلى القضاء وانتهى بأحكام.

فعلى ما يبدو، جهاز الإنذار الأخلاقي لدى بنزينة لا يعمل إلا عندما يتعلق الأمر بمؤسسات وطنية كالحرس المدني، أما عندما تقع الانتهاكات في الجوار البلدي… فـ”لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم”!

استندت بنزينة في رسالتها إلى ما قالت إنها “معطيات” من جمعية الحرس المدني الموحدة AUGC، لتؤكد أن النساء في الجهاز لا يتمتعن بحماية كافية، وأن الإجراءات الوقائية “غامضة وغير فعّالة”. لكن بدل تقديم ملفات حقيقية أو حالات محددة، اكتفت ببعض المصطلحات العامة مثل “الخوف من الانتقام” و”غياب الأمان الوظيفي”، وكأنها تنقل حوارًا من مسلسل درامي.

الحزب الاشتراكي اعتبر ذلك استغلالًا سياسيًا مفضوحًا لقضية العنف الجنسي، وأداة لتلميع الصورة على حساب سمعة مؤسسة أمنية.

لم تكن ميرسيدس فيغا، المسؤولة عن أمانة المساواة في الحزب الاشتراكي بسبتة، أقل حدّة في نقدها، إذ قالتها بوضوح: “من المعيب أن تطلق مسؤولة في حكومة سبتة اتهامات بهذه الخطورة دون أدلة، بينما تلوذ بالصمت حين تقع تحرشات مثبتة داخل إدارتها”. وأضافت بنبرة لاذعة: “العنف الجنسي قضية خطيرة، وليست أداة للاستعراض السياسي. عودي إلى عملك، وفعّلي البروتوكولات التي تراكم عليها الغبار، ولا تنسي أن مجلس المرأة لم يُعقد منذ خمس سنوات، إن كانت ذاكرتك ما زالت تعمل!”

أمام عاصفة الانتقادات، خرجت بنزينة بتوضيح قالت فيه إن رسالتها لم تذكر سبتة بالاسم، وأنها كانت ببساطة تنقل قلق جمعية AUGC خلال اجتماع سابق، وكأن الأمر كله مجرد “خدمة بريدية” بين طرفين لا علاقة لهما بالمكان الذي تدير فيه مسؤولياتها.

ولأنها تعرف حساسية الموضوع، ختمت بنزينة كلامها بعبارات مجاملة تقليدية للحرس المدني، مؤكدة احترامها لهذه المؤسسة التاريخية العريقة، التي تحرس الديمقراطية حتى على حساب أرواح أفرادها. عبارات تبدو وكأنها محاولة لتضميد الجرح … بعد رش الملح فيه.

15/05/2025

Related Posts