تواصل الشركات الإسبانية توسيع حضورها الاقتصادي في المغرب عبر مشاركتها الفاعلة في مشاريع استراتيجية ذات طابع بنيوي وتنموي، كان أبرزها مؤخراً فوز شركة Acciona بصفقة إنشاء محطة كبرى لتحلية المياه في مدينة الدار البيضاء، ضمن جهود المملكة لتعزيز أمنها المائي.
ويبلغ عدد الشركات الإسبانية النشطة في المغرب حالياً أكثر من 350 شركة، تنشط أساساً في قطاعات حيوية تشمل: الطاقة المتجددة، البنية التحتية، النقل، صناعة السيارات، التكنولوجيا المالية، والخدمات البنكية.
ويأتي هذا التوسع في سياق خطة تنموية طموحة وضعتها الحكومة المغربية تهدف إلى تحديث البنية التحتية الوطنية، حيث تشكل الخبرة التقنية والقدرة على الابتكار التي تتميز بها الشركات الإسبانية عنصراً محورياً في إنجاح هذه المشاريع.
ومن أبرز المبادرات التي تجسّد هذا التعاون الديناميكي، مساهمة شركة CAF في توفير قطارات حديثة بين المدن المغربية، ضمن الاستعدادات المكثفة التي تقوم بها المملكة لاحتضان نهائيات كأس العالم 2030، بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تشهد العلاقات التجارية بين الرباط ومدريد زخماً متزايداً، حيث تحتفظ إسبانيا بموقعها كشريك تجاري أول للمغرب، بحجم تبادل يفوق 22.5 مليار يورو. وقد سجلت الصادرات الإسبانية إلى السوق المغربية ارتفاعاً بنسبة 6% سنة 2024، مع تحقيق فائض تجاري يزيد عن 3 مليارات يورو.
هذا النمو المتسارع يعكس عمق الشراكة الاقتصادية بين البلدين، ويؤكد أن التعاون الإسباني المغربي يمضي بثبات نحو آفاق أرحب من التكامل والتبادل المثمر في مختلف المجالات.
15/05/2025