في قلب الأطلس الكبير، حيث تعانق السماء الأرض وتهمس القمم بأسرارها للغيوم، عاد جبل توبقال ليحكي فصلاً من فصول الجمال النادر. ففي شهر ماي، حين يتهيأ الناس لقدوم الدفء، باغتتهم الطبيعة بلوحة بيضاء، إذ تساقطت الثلوج على قمة الجبل، كأن الشتاء قرر أن يعود، ولو للحظة، ليترك توقيعه الأخير.
توبقال، ذلك العملاق الهادئ، ارتدى حُلّته الثلجية في مشهد يخطف الأنفاس، وتحوّلت القمة إلى مرآة للضياء، تعكس نور الشمس وتلهم العابرين. الصور والفيديوهات التي تناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي لم تكن سوى محاولات لالتقاط سحر اللحظة، إلا أن هيبة المشهد لا تُختزل في عدسة.
أهل الأطلس الكبير، العارفون بسرّ الجبل، استقبلوا هذه الثلوج بقلوب ممتلئة فرحًا. ففي كل بلورة ثلجية نزلت على القمة، كان هناك رجاء، وكان هناك أمل يتسلل بهدوء إلى النفوس.
وتبقى توبقال، كما كان دومًا، ملاذًا للمغامرين، وسحرًا للطبيعة، وموعدًا لا يُفوّت لعشاق الأعالي، ممن يجدون في صعود القمم نزولًا إلى أعماق الذات، وفي صمت الجبال موسيقى لا يسمعها سوى من يصغي بروح مفتوحة .
15/05/2025