تمام منتصف ليلة اليوم الخميس/الجمعة ، ستشهد أسعار الغازوال والبنزين الممتاز بالمغرب انخفاضًا طفيفًا لا يتجاوز 10 سنتيمات للتر، بحسب مصادر مطلعة. خبر قد يبدو إيجابيًا في ظاهره، لكنه يعمّق شعورًا متزايدًا لدى المستهلك المغربي: خيبة الأمل.
فموجة “التخفيضات المتوالية” التي ينهجها موزعو المحروقات تُشبه قطرات مطرٍ في صيفٍ قائظ، لا تروي عطشًا ولا تُطفئ لهيبًا. فمن تراجع بـ20 سنتيمًا في نهاية أبريل، إلى 16 سنتيمًا للكازوال و50 سنتيمًا للبنزين في مارس… كلها خطوات تُثير تساؤلات أكثر مما تطمئن.
والمفارقة الكبيرة؟ أن أسعار النفط تتراجع عالميًا بشكل لافت، بينما السوق الوطنية ما تزال تتحرك ببطء السلحفاة، تُقاوم كل ضغوط الشفافية والإنصاف. الأمر لا يقف عند محطات الوقود، بل يُلقي بظلاله على كلفة الحياة اليومية، من نقل البضائع إلى أسعار الخضروات وخدمات التوصيل.
وسط هذا المشهد، يتعالى صوت المواطنين والمراقبين: إلى متى سيظل المواطن الحلقة الأضعف؟ أين آليات الربط التلقائي بين السوقين العالمية والمحلية؟ ولماذا لا يتم تسقيف الأسعار لحماية القدرة الشرائية؟
هي أسئلة مشروعة، تطرق أبواب صانعي القرار بقوة، وتنتظر إجابات… لا وعودًا.
15/05/2025
