دعوات متزايدة لتقسيم إقليم تارودانت وتحقيق عدالة مجالية بمناطق الجبل

عبّر “الائتلاف المدني من أجل الجبل” عن تأييده للمطالب المدنية والجمعوية الرامية إلى مراجعة التقطيع الترابي لإقليم تارودانت، الذي يُعد من أكبر أقاليم المملكة ويضم 89 جماعة، أغلبها تقع في مناطق جبلية تعاني من العزلة والتهميش. جاء هذا الموقف خلال مشاركة الائتلاف، برئاسة محمد الديش، في ملتقى علمي وثقافي نظمه “منتدى سوس العالية” مؤخراً بالدار البيضاء، حيث اعتبر المتدخلون أن التقسيم الإداري الحالي لا يراعي الخصوصيات الجغرافية والاجتماعية لسكان الجبل، ويكرس سياسة الإقصاء والإغفال التي تهيمن على تدبير الشأن الترابي في هذه المناطق.

وأكد الائتلاف أن التوزيع الترابي الراهن يشكل عائقاً أمام تحقيق التنمية المستدامة، موضحاً أن إحداث إقليم جديد، بمركز محتمل في تاليوين أو إحدى الجماعات التابعة لسوس العليا، بات ضرورة حتمية لرفع الحيف عن سكان الجبال وتحقيق العدالة المجالية. واعتبر أن إقليم تارودانت يمثل نموذجاً للاختلالات البنيوية التي لا تزال تعرقل مسار التنمية في المغرب، حيث لم يشهد أي تعديل إداري يُذكر منذ سنة 1981، ما ساهم في تفاقم الفوارق المجالية، خاصة بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة في شتنبر 2023 وكشف هشاشة البنيات التحتية وغياب العدالة في توزيع الموارد والخدمات.

وتأتي هذه الدعوات في سياق تحركات ميدانية ومرافعات متواصلة لعدد من الهيئات السياسية والمدنية المطالبة بإعادة النظر في التقسيم الترابي للإقليم. ويبرز “منتدى سوس العالية” كفاعل بارز في هذا الملف، حيث سبق أن وجه ملتمساً إلى الديوان الملكي، وملتمسين إلى كل من رئيس الحكومة ووزير الداخلية، مدعومين بعريضة تحمل توقيعات أزيد من 22 ألف مواطن من دائرة تاليوين والمناطق المجاورة، تؤكد على أن إحداث إقليم جديد من شأنه تحفيز الإقلاع الاقتصادي وتيسير التدبير الإداري لجماعات الإقليم المترامية الأطراف.