سلطت مجلة “جون أفريك” الفرنسية الضوء على تحولات دبلوماسية متسارعة تحيط بملف الصحراء المغربية، تشير إلى احتمالات جدية لإحداث تحول جذري في المفاوضات قبل أكتوبر المقبل، أو على أبعد تقدير قبيل الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء. وأكدت المجلة أن كل المؤشرات تصب في صالح المغرب، خاصة مع الدعم المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها، والتي باتت تحظى باعتراف دول كبرى بينها الولايات المتحدة وفرنسا، وسط تغيرات بارزة في مواقف بعثة المينورسو ودعوات لطي صفحة ملف طال أكثر من نصف قرن.
وأوضحت “جون أفريك” أن الدعم الأمريكي المعلن، وتجديد التأكيد على مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي، جاء على لسان وزير الخارجية ماركو روبيو ومبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا، الذي طالب باستغلال “الزخم الجديد” في المفاوضات. كما لفتت إلى تصاعد الخطاب الأمريكي الحازم تجاه جبهة البوليساريو، التي وصفها أحد نواب الكونغرس بـ”الكيان الإرهابي”، إضافة إلى دعوات داخل دوائر صنع القرار الأمريكي إلى إيجاد حل براغماتي سريع في غضون ثلاثة أشهر. ويرى دبلوماسيون مغاربة سابقون أن هناك إرادة أمريكية قوية لإنهاء النزاع قبل نهاية العام.
وفي مقابل هذا الدعم المتنامي للمغرب، برزت مؤشرات ضعف واضحة لجبهة البوليساريو، منها التراجع الدبلوماسي المتزايد، إقالة قيادات، وتراجع الاعترافات الدولية، إلى جانب تهم بالارتباط بشبكات متطرفة وأزمات داخلية في مخيمات تندوف. وتابع التقرير مواقف دول إقليمية أفريقية مثل موريتانيا ومصر التي امتنعت عن المشاركة في مناورات عسكرية جزائرية بسبب وجود البوليساريو، كما غابت القضية عن البيان الختامي لقمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة، مما يشي بإمكانية تراجع أو إقصاء “الجمهورية الصحراوية” المزعومة من المشهد القاري، في ظل صمت جزائري يفسره التقرير كتجنّب للمواجهة مع الولايات المتحدة، مع حفاظها على بعض قدرات التشويش.
16/05/2025
