في مشهد سياسي ينذر بانفجار وشيك داخل بيت المعارضة المغربية، أطلق إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، قذائف سياسية من العيار الثقيل صوب التحالف الحكومي، متهمًا إياه بتحويل الديمقراطية إلى مسرحية بلا جمهور، وسيناريو محبوك تُديره قبضة حزبية واحدة تتحكم في المشهد من خلف الستار.
وفي كلمته النارية خلال المجلس الوطني للحزب المنعقد بالرباط، لم يُخفِ لشكر قلقه العميق مما سماه “سقوطًا حرًّا للممارسة السياسية” وانحرافًا خطيرًا عن روح التعددية والدستور، متهماً الحكومة بالسير في طريق لا يؤدي إلا إلى ديمقراطية مزيفة، تخدم أجندات ضيقة وتُقصي الأصوات المعارضة.
“نحن أمام نمط انتخابي مغلق، بلا روح ولا منافسة حقيقية، تُدار معركته كما لو كنا أمام مرشح واحد يمثل حكومة متغولة ترفض الإصغاء”، قالها لشكر بنبرة تحذيرية، وهو يشير إلى نتائج الانتخابات الجزئية الأخيرة التي رأى فيها مؤشرات خطيرة على انزلاق البلاد نحو هيمنة انتخابية مقلقة.
ولم يكتفِ بنقد المشهد، بل وجه اتهامًا مباشرًا للحكومة بـ”الاستغلال الفجّ” لإمكانيات الدولة ومؤسساتها المنتخبة، وتسخيرها في معارك انتخابية غير متكافئة. وتابع: “كيف ننافس في حلبة تم تفصيلها على مقاس الأغلبية؟”
وهاجم لشكر بشراسة هيمنة الحكومة على الجماعات الترابية والبرامج التنموية، معتبرًا أن ما يحدث هو “عقاب سياسي” تمارسه الأغلبية ضد الجماعات التي لا تخضع لنفوذها، عبر تعطيل المشاريع وحجب الدعم بشكل انتقائي.
وفي فصل جديد من الانتقاد، اعتبر أن الوكالة الوطنية للدعم الاجتماعي أُحدثت بمنطق الهيمنة، مفرغة من بعدها الاستقلالي، لتتحول – على حد وصفه – إلى “ذراع انتخابية” بلباس اجتماعي.
واختتم لشكر خطابه بدعوة صريحة إلى كسر قبضة وزارتي الداخلية والعدل على الانتخابات، مطالبًا بإعادة الروح إلى لجان المراقبة لضمان حد أدنى من الحياد والشفافية.
18/05/2025