kawalisrif@hotmail.com

أشغال المونديال تنعش بنسبة كبيرة جدا سوق مواد البناء في المغرب

أشغال المونديال تنعش بنسبة كبيرة جدا سوق مواد البناء في المغرب

يعرف المغرب طفرة تنموية متسارعة في قطاع البناء والأشغال العمومية، مدفوعة بإطلاق مشاريع كبرى في إطار التحضيرات لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2030، إلى جانب إسبانيا والبرتغال. وتعكس هذه الدينامية الاستثنائية التحول العميق الذي تعرفه المملكة في مجال تطوير البنيات التحتية، بما يتماشى مع طموحها في تقديم نسخة متميزة من المونديال تليق بمكانتها الإقليمية والدولية.

وقد امتد نطاق المشاريع ليشمل قطاعات حيوية، أبرزها توسيع وتحديث شبكات الطرق والسكك الحديدية، وتأهيل الملاعب والمنشآت الرياضية، فضلًا عن تطوير مرافق فندقية وسياحية بمواصفات عالمية. وتسعى المملكة من خلال هذه المشاريع إلى تعزيز جاذبيتها الاقتصادية والسياحية، وجلب الاستثمارات، وخلق فرص عمل جديدة، وتحفيز النمو الاقتصادي.

وكان قطاع البناء والأشغال العمومية من أبرز المستفيدين من هذا الحراك، حيث عرف السوق الوطني نشاطًا لافتًا في استقطاب اليد العاملة بمختلف مستوياتها، من عمال مهرة وتقنيين إلى مهندسين متخصصين. وفي هذا الصدد، أعلن وزير التجهيز والماء، نزار بركة، أن القطاع وفر حوالي 52 ألف فرصة عمل خلال الربع الأول من سنة 2025، ما يعكس بوضوح الزخم الذي يعرفه المجال.

وجاء تصريح الوزير خلال لقاء صحفي أعقب اجتماعًا حكوميًا ترأسه رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، خصص لتتبع تنفيذ خارطة طريق قطاع التشغيل. وأكد بركة أن الأوراش التنموية الكبرى التي أطلقتها الحكومة، تنفيذًا للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ساهمت بشكل فعّال في إحداث فرص شغل مهمة.

من جهتها، كشفت وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة عن استمرار المنحى التصاعدي في النشاط العمراني، حيث سجلت مبيعات الإسمنت ارتفاعًا بنسبة 10.34% بنهاية أبريل الماضي، لتصل إلى 4.52 ملايين طن، بينما بلغت الكميات المسلمة خلال أبريل فقط 1.14 مليون طن، بنمو تجاوز 31.98% مقارنة بنفس الفترة من سنة 2024. وتوزعت هذه المبيعات على استعمالات متعددة مثل الخرسانة الجاهزة، والملاط، والبنية التحتية، ما يدل على تنوع الأوراش قيد التنفيذ.

وتُعد الملاعب الرياضية من بين أبرز المشاريع التي تخضع لعمليات تأهيل شاملة وفق معايير الاتحاد الدولي لكرة القدم، استعدادًا لاستقبال المباريات والجماهير العالمية. وقد حصلت شركات مغربية متخصصة في البناء والهندسة على حصة كبيرة من هذه المشاريع، في تجسيد لقدرة الكفاءات الوطنية على إنجاز المشاريع الكبرى بالجودة والسرعة المطلوبتين.

وبالتوازي مع ذلك، تعمل الحكومة على تعزيز شبكة النقل، من خلال تحسين الربط بين المدن، وتوسيع شبكة الطرق السيارة، وتطوير خدمات السكك الحديدية، بما يضمن تنقلًا مريحًا للجماهير والسياح خلال فترة البطولة. ويُعد هذا الجانب أساسيًا في توفير تجربة متكاملة للزوار.

أما القطاع السياحي، فهو الآخر يستفيد من هذه الدينامية، من خلال مشاريع فندقية ومنتجعات سياحية عصرية تستجيب لمتطلبات الراحة والرفاهية، ما يسهم في تعزيز مكانة المغرب كوجهة سياحية عالمية، ويخلق فرص عمل إضافية في قطاعات الضيافة، الإيواء، والصناعات التقليدية.

وفي ظل تسارع وتيرة الإنجاز على الأرض، يرى العديد من المراقبين في مونديال 2030 فرصة تاريخية لإعادة تشكيل البنية التحتية الوطنية وفق نموذج تنموي طموح، يجعل من الرياضة رافعة أساسية لدفع عجلة الاقتصاد، وتحقيق التوازن المجالي، وبناء مغرب جديد قادر على مجابهة التحديات العالمية بكفاءة وثقة.

19/05/2025

Related Posts