في خطوة استباقية تسبق احتضان المملكة لكأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، تستعد السلطات المحلية بمدينة الناظور لإطلاق حملة واسعة النطاق لتحرير الملك العمومي، وذلك ابتداءً من يوم الثلاثاء 20 ماي الجاري.
وتهدف هذه الحملة إلى وضع حدّ للفوضى التي تعرفها الأرصفة والفضاءات العامة، من خلال إزالة كافة أشكال الاحتلال غير القانوني، خصوصًا على مستوى حي المطار، الكورنيش، ووسط المدينة. كما تسعى إلى تنظيم الأنشطة العشوائية التي تسيء للمشهد الحضري وتعرقل حركة السير بعدد من المحاور الحيوية.
وتتركز الحملة على مجموعة من المحاور الأساسية، من أبرزها : إعادة هيكلة وضعية الباعة المتجولين، تفكيك الأسواق العشوائية التي تؤثر على النظام العام، مراقبة التمددات غير القانونية للمقاهي والمطاعم، إلى جانب إزالة “البيشان” التي باتت تشوه الفضاءات المفتوحة، خاصة في الناظور الجديد والكورنيش ، وتوحيد لونها في إطار القانون ( الأزرق والأبيض ) .
كما تشمل الإجراءات المرتقبة ضبط الأنشطة غير المرخصة بالساحات العامة ومداخل الأحياء، في إطار مقاربة تروم إعادة النظام الحضري وتحسين جاذبية المدينة.
ورغم أن الحملة تحظى بترحيب واسع من طرف الساكنة، فإنها تُواجه بتوجسات من إمكانية تكرار سيناريوهات سابقة توقفت بسبب ضعف المتابعة والمراقبة الميدانية. كما أن التحدي الاجتماعي يلوح في الأفق، لا سيما مع معارضة بعض أرباب المقاهي الممتازة بحي المطار، الذين يرفضون التخلي عن الأرصفة التي ظلوا يحتلونها لسنوات، بل وهدد بعضهم، وفق تصريحات لجريدة “كواليس الريف”، بإغلاق مشاريعهم نهائيًا.
من جانبهم، يطالب ممثلو الاقتصاد غير المهيكل ببدائل واقعية تضمن التوازن بين فرض النظام وحماية مصادر العيش، في ظل هشاشة الوضع الاجتماعي لعدد من الباعة.
وتأتي هذه الحملة في إطار دينامية وطنية أوسع، يحرص من خلالها المغرب على تعزيز البنية الحضرية وتحسين صورة المدن المستقبلة للزوار، بما يليق بمكانة المملكة كوجهة رياضية وسياحية عالمية.
19/05/2025