منذ اندلاع المواجهات المسلحة مجدداً في العاصمة الليبية طرابلس، يعيش أفراد الجالية المغربية المقيمون هناك حالة من القلق والتوجس، وسط تصاعد حالة الفوضى الأمنية والسياسية التي تضرب استقرار البلاد في مقتل. المغاربة المقيمون قرب بؤر التوتر، خاصة في محيط طرابلس، يتابعون تطورات الأوضاع عن كثب، متأثرين بتداعياتها النفسية والمعيشية، بينما يحاول آخرون في مناطق أكثر هدوءاً الحفاظ على نسق حياة شبه طبيعي، رغم التهديدات الأمنية المستمرة.
المكي الخريصي، أحد أفراد الجالية المغربية بليبيا، عبّر عن انشغاله بالوضع قائلاً إن التحركات باتت محدودة بسبب الاشتباكات، خصوصاً للمغاربة القاطنين في محيط النزاع، مشيراً إلى أن غياب المعلومات الدقيقة بشأن وضع المغاربة في مراكز الإيواء يفاقم القلق. ولفت إلى ضرورة تدخل السلطات المغربية لتوفير حماية ورعاية للمواطنين العالقين، خاصة ضحايا شبكات الهجرة غير النظامية، منبهاً إلى تحديات إضافية كصعوبة الحصول على الخدمات القنصلية وفرض غرامات على العمالة الوافدة بسبب غياب التمثيل الدبلوماسي المغربي منذ 2014.
أما محمد جغلاف، مغربي آخر مقيم بالعاصمة الليبية، فقد أوضح أن الاشتباكات الأخيرة أثّرت بشكل عميق على الحياة اليومية، خصوصاً الأطفال، الذين يعيشون تحت وطأة التهديدات النفسية المستمرة. الرصاص العشوائي، احتراق المنازل، وانهيار الممتلكات أصبحت مشاهد مألوفة، مما يعمّق الشعور بانعدام الأمان. وتحدث عن الأزمة الاقتصادية التي باتت خانقة في ظل غلاء المعيشة وتراجع النشاط التجاري، مما دفع العديد من المغاربة إلى التفكير في العودة إلى المغرب، رغم صعوبة اتخاذ هذا القرار بسبب التحديات التي يطرحها الاستقرار مجدداً في الوطن الأم.
19/05/2025