في خطوة تعكس تصاعد التوترات السياسية داخل إسبانيا، تقدّم الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (PSOE) بشكوى قانونية ضد منظمة “Hazte Oír” اليمينية، يتهمها فيها بالقذف والتشهير، وذلك عقب إقدام هذه الأخيرة على تعليق لافتة ضخمة قبالة مبنى البرلمان الإسباني تصف رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، بـ”الفاسد”.
وقد وُضعت الشكوى لدى مفوضية الشرطة الوطنية المتواجدة داخل مبنى الكونغرس. ووفق المعطيات المتوفرة، فقد أقدم عدد من الأشخاص في حدود الساعة الحادية عشرة صباحًا من يوم الإثنين، على إنزال اللافتة من أعلى مبنى يطل على شارع “كاريرا دي سان خيرونيمو” في تقاطع مع شارع “سانتا كاتالينا”، مستغلين الأشغال الجارية في واجهته.
اللافتة، التي تحمل طابعًا استفزازيًا، أظهرت وجه سانشيز في صورة تحاكي شخصية “فيتو كورليوني” من فيلم “العراب”، مزينة بوردة حمراء محترقة على بدلته، ما يوحي برسالة سياسية مشحونة. وقد سارعت عناصر الشرطة الوطنية إلى عين المكان من أجل التحقيق في الواقعة.
“Hazte Oír”: احتجاج ضد الفساد المرتبط بالمقربين من سانشيز
وفي بيان لها، دافعت المنظمة عن تصرفها واعتبرته شكلًا من أشكال “الاحتجاج السلمي” ضد ما وصفته بـ”الفضائح المتلاحقة التي تمس الدائرة المقربة من رئيس الحكومة”، مشيرة إلى شبهات تطال زوجته، بيغونيا غوميث، وشقيقه دافيد سانشيز، إضافة إلى النائب العام، في ما أُطلق عليه “قضية المحروقات”.
وتضمنت اللافتة رمز QR يُحيل على موقع إلكتروني أنشأته المنظمة بعنوان elcapo.org لترويج حملتها.
تجدر الإشارة إلى أن “Hazte Oír” ليست جديدة على مثل هذه الحملات المثيرة للجدل، حيث سبق لها سنة 2017 أن أطلقت حملة عبر حافلة كُتب عليها “الأولاد لديهم قضيب، والبنات لديهن مهبل”، وهي الحملة التي منعت في عدد من المدن الإسبانية بدعوى انتهاكها للحقوق الأساسية.
قراءة مغربية: ما وراء الحملات الإعلامية في إسبانيا
يأتي هذا التطور في وقت تعرف فيه الساحة السياسية الإسبانية احتقانًا كبيرًا بين التيارات اليسارية والمحافظة، ما يعكس حجم الاستقطاب داخل المجتمع الإسباني. كما تطرح هذه الحادثة أسئلة حول حدود حرية التعبير حينما تمس الحياة الشخصية والسياسية لرموز الدولة. ومن منظور مغربي، فإن تتبع هذه التوترات في الجارة الشمالية يعكس أهمية وضرورة فهم التحولات السياسية التي تشهدها أوروبا، لا سيما تلك التي قد تكون لها انعكاسات مباشرة على العلاقات المغربية-الإسبانية.
20/05/2025