في خطوة استراتيجية تعكس عمق الشراكة بين المغرب والإمارات، وقّع الطرفان يوم 19 مايو 2025 ثلاث اتفاقيات كبرى تقدر قيمتها بين 130 و150 مليار درهم، تركز على مجالات حيوية تتمثل في الماء والطاقة. يأتي هذا الإعلان بعد سلسلة من الزيارات الرسمية والخاصة التي قام بها الملك محمد السادس إلى أبو ظبي، حيث تعزز التعاون بين الرباط وأبو ظبي عبر مشاريع طموحة تشمل تحلية مياه البحر، نقل المياه بين الأحواض المائية، وتوسيع شبكة الكهرباء، مع التركيز على الاعتماد على الطاقات المتجددة لتحقيق استقلالية مائية وطاقوية.
في قطاع الماء، تشمل الاتفاقيات إنشاء بنية تحتية لنقل المياه بين حوضي وادي سبو ووادي أم الربيع بطاقة استيعابية تصل إلى 800 مليون متر مكعب سنوياً، بهدف مواجهة ندرة الموارد المائية. إلى جانب ذلك، يتم بناء أربع محطات جديدة لتحلية مياه البحر في مدن طنجة، الناظور، تيزنيت، ومنطقة كلميم-واد نون، بقدرة إجمالية تبلغ 900 مليون متر مكعب سنوياً، وتعتمد بشكل كامل على الطاقة المتجددة، ما يضمن توفير مياه بأسعار تنافسية دون الحاجة إلى دعم مالي حكومي.
على الصعيد الطاقي، يتصدر المشروع إنشاء «طريق كهربائي» بطول 1400 كيلومتر يربط بين الدار البيضاء والداخلة عبر شبكة كهربائية عالية الجهد تعمل بالتيار المستمر، مما يعزز القدرة الوطنية على نقل الكهرباء ويدعم التنمية الاقتصادية في المناطق الجنوبية. كما تتضمن الاتفاقيات زيادة قدرات توليد الطاقة المتجددة بواقع 1200 ميغاواط إضافية، تركز بشكل خاص على المناطق الجنوبية، إلى جانب توسيع محطة طاقة الغاز الطبيعي في موقع تهادارت لتصل إلى 1500 ميغاواط، ما يضمن استقرار الشبكة الكهربائية الوطنية وسط توجه متزايد نحو الطاقات النظيفة.
تأتي هذه الاتفاقيات في إطار تجديد العلاقات بين المغرب والإمارات، وتعكس إرادة مشتركة لتعزيز التعاون في القطاعات الاستراتيجية الحيوية، خاصة تلك المتعلقة بالمياه والطاقة المتجددة. وتبرز في هذا السياق أدوار شركات كبرى مثل «ناريفا» التابعة لمجموعة المالكة الملكية «المدى»، و«طاقــة المغرب» المملوكة لشركة أبوظبي الوطنية للطاقة، والتي تلعب دوراً محورياً في تطوير البنية التحتية الوطنية، ودفع المملكة نحو مستقبل أكثر استدامة في إدارة مواردها المائية والطاقة.
20/05/2025