أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن حل الدولتين يشكل السبيل الأوحد لتحقيق تسوية عادلة وشاملة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967. جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الخامس للتحالف الدولي لتطبيق حل الدولتين، المنعقد يوم الثلاثاء بالرباط، حيث شدد الوزير على التزام المغرب الراسخ بهذا التوجه الذي أقره المجتمع الدولي، مشيرًا إلى أن الدبلوماسية المغربية ظلت تشتغل بروح من العزم والمسؤولية لتعزيز فرص السلام في المنطقة.
وأوضح بوريطة أن هذا الحل لا ينبغي أن يكون موضوع مزايدات سياسية، لأنه لا يُفضي إلى رابحين وخاسرين، بل يفتح الباب أمام آفاق تنموية واسعة لكل شعوب المنطقة. وفي سياق حديثه، انتقد من وصفهم بـ”المتاجرين بالشعارات”، ممن يكتفون برفع الأصوات دون تقديم دعم ملموس للقضية الفلسطينية، مبرزًا أهمية تجاوز خطاب التبرير بالفشل عبر التذكير باتفاقيات سابقة، والتركيز بدلًا من ذلك على ضرورة دعم المؤسسات الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس، انسجامًا مع مبدأ أن السيادة الوطنية لا تُمنح بشروط مسبقة.
وتوقف الوزير المغربي عند البعد الاقتصادي في مسار السلام، داعيًا إلى جعله رافعة للتعايش من خلال إطلاق مشاريع تنموية ملموسة، مستشهدًا بما تقدمه وكالة بيت مال القدس من جهود على هذا الصعيد. لكنه شدد في المقابل على أن الدعم الاقتصادي لا يمكن أن يعوّض غياب الحل السياسي، مؤكدا أن المطلوب ليس مسكّنات ظرفية، بل خطوات جادة نحو تسوية دائمة. واختتم بوريطة بالتأكيد على أن التحالف الدولي لتطبيق حل الدولتين، الذي ينعقد هذه المرة بشراكة بين المغرب وهولندا، قادر على تقديم مبادرات بنّاءة، داعيًا إلى إثراء الوثيقة الختامية لهذا اللقاء، الذي يجري في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، ويعد لبنة جديدة في مسار السلام المنشود.
20/05/2025