أشعل رئيس حزب الديمقراطيين الإسرائيلي، يائير غولان، موجة جدل واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية بعد تصريحات لاذعة اتهم فيها إسرائيل بانتهاج سلوكيات لا إنسانية تجاه المدنيين في قطاع غزة، حيث قال: “الدولة العاقلة لا تقتل الأطفال كهواية”، في حديث عبر إذاعة “كان ب”، معتبراً أن إسرائيل باتت في طريقها لأن تصبح “دولة منبوذة مثل جنوب إفريقيا في عهد الفصل العنصري”، ما لم تتراجع عن هذا النهج.
غولان أشار إلى أن “الحكومة الحالية مليئة بأشخاص لا يمتون إلى اليهودية بصلة، يغلب عليهم الطابع الانتقامي وانعدام الأخلاق، ويفتقرون للكفاءة في إدارة الدولة خلال الأزمات”، مضيفاً أن ما يحدث يشكل تهديداً حقيقياً للوجود الإسرائيلي ذاته. كما انتقد بشدة السياسات التي تهدف إلى ترحيل السكان من غزة والتصعيد العسكري ضد المدنيين، معتبراً ذلك انحرافاً خطيراً عن القيم الإنسانية والديمقراطية.
ردود الأفعال لم تتأخر، إذ وصف وزير الخارجية جدعون ساعر تصريحات غولان بـ”الافتراء الدموي”، مؤكداً أنها ستُستغل لتأجيج معاداة السامية عالمياً. أما رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان، فاتهم غولان بالإساءة لجيش الدفاع الإسرائيلي الذي وصفه بـ”الأكثر أخلاقاً في العالم”. اللافت أن غولان، الذي كان قد رفض سابقاً اتهامات بارتكاب الجيش لتطهير عرقي في غزة، عاد اليوم ليوجه انتقاداً لاذعاً للحكومة والقيادة السياسية، محذراً من تصعيد خطير نحو الاستيطان وإعادة احتلال القطاع، ومشدداً على ضرورة التصدي لأي محاولات لإعادة فرض السيطرة الإسرائيلية على غزة.
20/05/2025