كشفت هيئة البث العبرية الرسمية أن المبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، تعهد سراً لحركة حماس بالضغط على إسرائيل من أجل استئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مقابل الإفراج عن الجندي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية. ويأتي هذا الوعد في سياق مفاوضات أجراها ويتكوف بعيداً عن علم تل أبيب، رغم تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي زعم فيها أن الإفراج تم نتيجة الضغط العسكري والدبلوماسي فقط، دون تقديم أي تنازلات للحركة. لاحقاً، وبحسب التقرير العبري، تعهد نتنياهو بنفسه لويتكوف باستئناف دخول المساعدات، في اتفاق غير معلن وبعيد عن الإعلام والجمهور.
في سياق متصل، أثارت خطة أمريكية لتوزيع المساعدات في غزة، عبر شركة تابعة لصندوق أنشأه ويتكوف نفسه، جدلاً واسعاً، خاصة بعد ظهور صور لموظفين مسلحين يرتدون سترات واقية، وهم جنود أمريكيون سابقون، سيشرفون على توزيع المساعدات داخل القطاع. وتهدف الخطة، بحسب الصحافة العبرية، إلى إنشاء مراكز توزيع خاصة يديرها هؤلاء العناصر دون تدخل مباشر من الجيش الإسرائيلي، الذي سيكتفي بتأمين الحماية. وتهدف إسرائيل من خلال هذه الخطوة إلى فصل السكان عن حركة حماس، ودفعهم للنزوح جنوباً، في ظل تفاقم المجاعة التي تهدد أرواح أكثر من 2.4 مليون فلسطيني محاصرين منذ مارس الماضي.
من جهتها، رفضت الأمم المتحدة الخطة الإسرائيلية – الأمريكية الجديدة، مؤكدة أن توزيع المساعدات يجب أن يتم فقط عبر قنوات أممية تعتمد الحياد والاستقلالية. في المقابل، تتهم منظمات فلسطينية السلطات الإسرائيلية باستخدام المعونات الإنسانية كأداة للتهجير القسري، ومحاولة فرض واقع جديد على الأرض شبيه بـ”الغيتوهات النازية”، وفق تعبير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة. وتتزامن هذه التطورات مع تصعيد عسكري واسع ضمن حملة “عربات جدعون”، أعلنت فيها إسرائيل نيتها اجتياح القطاع بالكامل، بدعم أمريكي مستمر، وسط تصريحات رسمية إسرائيلية تدعو علناً إلى تجويع وتدمير ما تبقى من غزة وتهجير سكانها إلى دول ثالثة.
20/05/2025