أكد الشرقاوي حبوب، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية (BCIJ)، في حوار مع مجلة فرنسية أن منطقة الساحل أصبحت ملاذاً آمناً لعدد من التنظيمات الإرهابية المتطرفة، التي تضم بين صفوفها عناصر مرتبطة بجبهة البوليساريو الانفصالية. وأشار حبوب إلى أن نحو مئة من شباب البوليساريو انخرطوا في صفوف الجماعات الإرهابية بالمنطقة، مستغلين ضعف الرقابة على الحدود، ما يعكس تزايد التداخل بين النزعات الانفصالية وأنشطة الإرهاب التي تهدد استقرار الدول وسيادتها.
وأوضح المسؤول الأمني، في حديثه مع مجلة “جون أفريك”، أن هذا التقارب بين الانفصالية والإرهاب لا ينعكس فقط على تزايد التهديدات الأمنية، بل يسهم أيضاً في تفشي التهريب بأشكاله المختلفة وزعزعة السلم والأمن في منطقة الساحل، مسهماً في خلق بيئة خصبة لعمليات إرهابية دموية. واستشهد حبوب بشخصيات مثل عدنان أبو الوليد الصحراوي، الذي كان ينتمي سابقاً للبوليساريو، ثم تحول إلى قائد بارز لتنظيمات إرهابية نفذت هجمات دامية بالمنطقة. كما أكد أن مخيمات تندوف تمثل نقطة انطلاق رئيسية للتطرف، إذ تعد من بؤر التجنيد التي تستهدف الفئات الشابة الضعيفة في تلك المخيمات.
عرض مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية مجموعة من الملفات الأمنية التي تربط بين البوليساريو والجماعات الإرهابية، منها تورط عمر ولد حماها في عمليات اختطاف رعايا أجانب لصالح تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، واعتقال متطرفين آخرين من مواليد مخيمات تندوف خططوا لأعمال تخريبية داخل المغرب. كما تطرق إلى تفكيك عدة خلايا إرهابية خلال الفترة ما بين 2008 و2015، كان لها صلة بعناصر انفصالية، من بينها خلايا “المرابطون الجدد” و”جبهة الجهاد الصحراوي” و”جنود الخلافة بالمغرب ولاية العيون”. وأكد أن البوليساريو باتت تشكل ذريعة وأداة لتجنيد المتطرفين، وأن خطر هذا الترابط يتجاوز حدود المغرب ليشمل المنطقة والعالم، ما يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً لمعالجة تهديدات مخيمات تندوف التي باتت تهدد الأمن والاستقرار.
21/05/2025