شهد معبر تاراخال الحدودي الفاصل بين مدينة سبتة المحتلة والمملكة المغربية ليلة أمس حادثًا غير مألوف، تمثل في تقدم أحد أفراد الشرطة المغربية بطلب لجوء سياسي لدى السلطات الإسبانية. وكشفت مصادر مطلعة لـ كواليس الريف أن هذا التطور المفاجئ أحدث حالة من الارتباك داخل الأجهزة الأمنية الإسبانية، حيث جرى التواصل مع مسؤولين رفيعي المستوى في المدينة لتحديد سبل التعامل مع الواقعة، في ظل غياب معلومات مؤكدة بشأن قبول طلب الحماية أو رفضه.
ورغم عدم صدور أي بيان رسمي حتى الآن، تشير معطيات أولية إلى أن القضية قيد المعالجة من طرف الجهات المختصة، في وقت يعيد هذا الحادث إلى الأذهان سلسلة من الوقائع المشابهة التي تورط فيها أفراد من القوات المساعدة المغربية، المعروفة بـ “المحاني”، والذين سبق أن حاولوا العبور إلى سبتة سواء سباحة أو باستخدام وسائل تهريب غير تقليدية، على أمل الحصول على اللجوء. ففي يوليوز 2021، أفادت تقارير عن دخول عدد من هؤلاء الأفراد سباحة إلى سبتة، فيما جرى في شتنبر 2024 توقيف عنصر آخر في طنجة بعد محاولته الفرار عبر دراجة مائية.
وتعود أبرز القضايا المثيرة التي أظهرت تواطؤ بعض عناصر الأمن المغربي إلى شتنبر 2019، حين كشفت السلطات الإسبانية عن محاولة لتهريب مخدر الحشيش عبر السياج الحدودي بتنسيق بين شخص داخل سبتة وعنصر من “المحاني” في الجانب المغربي. ورغم إدانة المتهم الإسباني، إلا أن رد الفعل الرسمي المغربي بقي غامضًا، وهو ما يعكس حساسية مثل هذه القضايا التي تمس مصداقية الأجهزة الأمنية وتطرح تساؤلات حول دوافع بعض منتسبيها للفرار واللجوء.
21/05/2025