kawalisrif@hotmail.com

خريطة الفقر متعدد الأبعاد بالمغرب: تراجع في المؤشرات مع استمرار فجوات جهوية عميقة وجيوب هشاشة متمركزة

خريطة الفقر متعدد الأبعاد بالمغرب: تراجع في المؤشرات مع استمرار فجوات جهوية عميقة وجيوب هشاشة متمركزة

أصدرت المندوبية السامية للتخطيط نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى لعام 2024، التي كشفت عن تراجع ملموس في معدلات الفقر متعدد الأبعاد على الصعيد الوطني، خاصة في المناطق القروية، حيث انخفضت نسبة السكان الذين يعيشون تحت وطأة الفقر من 11,9% عام 2014 إلى 6,8% عام 2024، فيما تقلص عدد الفقراء من حوالي 4 ملايين إلى 2,5 مليون نسمة. ويُضاف إلى ذلك انخفاض طفيف في شدة الفقر، ما انعكس بانخفاض مؤشر الفقر متعدد الأبعاد إلى النصف تقريباً خلال العقد الأخير، رغم استمرار الفوارق الواضحة بين الجهات والأقاليم، خاصة في الوسط القروي الذي يضم أغلبية كبيرة من الفقراء والمهددين بالهشاشة.

وأوضحت الدراسة، التي حصلت عليها جريدة كواليس الريف، أن هذا التراجع شمل جميع جهات المملكة، مع تسجيل انخفاضات بارزة في المناطق التي كانت تعاني من أعلى مستويات الفقر مثل جهات مراكش-آسفي وبني ملال-خنيفرة وطنجة-تطوان-الحسيمة، بينما كانت التراجعات محدودة في الجهات الحضرية الكبرى والأقاليم الجنوبية. ومع ذلك، بقيت الفوارق الاجتماعية والاقتصادية بين الأقاليم والجهات واضحة، حيث سجلت بعض الأقاليم القروية معدلات فقر مرتفعة تفوق الضعف مقارنة بالمعدل الوطني، ما يبرز الحاجة الملحة لتكثيف الجهود التنموية في هذه المناطق.

وأكدت المندوبية السامية للتخطيط أن السياسات العمومية، وعلى رأسها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لعبت دوراً أساسياً في تحسين ظروف العيش وتقليص الفقر والهشاشة، لا سيما في الجماعات القروية المستهدفة التي شهدت انخفاضاً لافتاً في معدلات الفقر متعدد الأبعاد. وعلى الرغم من هذه المكاسب، لا تزال ملامح التفاوت المجالي حاضرة بقوة، مما يستدعي استمرار العمل الموجه لاستكمال الدينامية التنموية وتعزيز التكافؤ بين مختلف المناطق الترابية لضمان حياة كريمة لجميع السكان.

22/05/2025

Related Posts