شهدت مدينة طنجة أمس الأربعاء انطلاق فعاليات الدورة الأولى من المعرض الدولي للتكنولوجيا والابتكار “واي تيك 2025″، الذي يقام تحت شعار “الذكاء الاصطناعي: جسر نحو مستقبل رقمي ومستدام”، ويستمر حتى 23 ماي الجاري. ينظم الحدث بشراكة بين غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة تطوان الحسيمة ومؤسسة الابتكار ونقل التكنولوجيا، في إطار الدورة السابعة للمؤتمر الدولي للأنظمة الذكية للتنمية المستدامة، بمشاركة رسمية وأكاديمية واسعة شملت وزير الصناعة والتجارة رياض مزور ورؤساء جامعات ومسؤولين محليين، إلى جانب خبراء ومقاولات ناشئة متخصصة في الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.
يركز المعرض والمؤتمر على توفير منصة تفاعلية لتبادل الخبرات حول دمج الذكاء الاصطناعي في القطاعات الإنتاجية، مع تسليط الضوء على تحديات السيادة الرقمية، بهدف ترسيخ طنجة كقطب تكنولوجي متقدم يربط بين المغرب ومنطقتي إفريقيا والمتوسط. وأكد وزير الصناعة والتجارة رياض مزور أن المغرب دخل مرحلة صناعية جديدة ترتكز على “السيادة الذكية”، مشدداً على أن تطوير صناعة وطنية قائمة على الذكاء الاصطناعي لم يعد خياراً بل ضرورة استراتيجية لتعزيز الإنتاجية ورفع القيمة المضافة وفتح آفاق مهنية للشباب، مع ضرورة تعزيز التعاون بين الجامعات والمقاولات وتوفير فضاءات تطوير المشاريع الرقمية على المستوى الجهوي.
في سياق متصل، أبرز رئيس الغرفة الجهوية عبد اللطيف أفيلال أهمية الحدث في ترسيخ موقع الجهة كمركز حيوي للابتكار الرقمي، داعياً إلى خلق منظومة متكاملة للابتكار المحلي تماشياً مع استراتيجية “المغرب الرقمي 2030”. بدوره، أكد رئيس جامعة عبد المالك السعدي بوشتى المومني أن الذكاء الاصطناعي صار محوراً أساسياً في البرامج التكوينية والبحثية بالجامعة، مع إطلاق مشاريع رقمية طموحة في مجالات الصحة والتعليم والبيئة والفلاحة. وشهد الافتتاح نقاشات معمقة حول التحديات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي وأهمية وضع أطر قانونية لضمان وصول عادل وآمن للتكنولوجيا، مع عروض لمشاريع مبتكرة لشركات ناشئة وباحثين، في خطوة ترمي إلى جعل هذه التظاهرة نقطة انطلاق سنوية تعزز مكانة طنجة كوجهة تكنولوجية رائدة على الصعيدين الوطني والدولي.
22/05/2025