شهد مقر عمالة إقليم الناظور ، يومه الخميس 22 ماي الجاري، احتفالية الذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بحضور عدد من الشخصيات الرسمية والمنتخبين المحليين، ضمنهم النائب البرلماني عن دائرة الناظور، محمد أبركان، رئيس جماعة إعزانن، الذي دخل القاعة مبتسما وعلى غير عادته، بعد نيله البراءة أمس الأربعاء، في قضية شغلت الرأي العام لسنوات ، بعد أن أدانته الغرفة الإبتدائية بجرالم الأموال بفاس ب 5 سنوات نافذة .
وفي مشهد أثار الكثير من علامات الاستفهام، حيث أن الحدث لم يخل من مظاهر التملق السياسي، سارع عدد من المنتخبين والسياسيين والمناوئين، إلى تقديم التهاني للبرلماني محمد أبركان ، وصلت حد تقبيل الرأس، رغم أن أغلبهم كان بالأمس القريب يترقبون إدانته ويتمنى سقوطه، في تجل صارخ لنفاق سياسي بات مكشوفا.
المثير للسخرية أن هؤلاء المصفقين هم أنفسهم من كانوا يتداولون في الكواليس أحكاما مسبقة في حق أبركان، ويعدون العدة لوراثة موقعه السياسي، لكنهم سرعان ما انقلبوا إلى مهنئين متزلفين، في مشهد لا يخلو من الانتهازية ويعكس غياب الحد الأدنى من الثبات على الموقف ، لكن أبركان يعرفهم كما قال ذات مرة واحدا واحدا .
إن مثل هذه السلوكيات لا تسيء فقط للعمل السياسي، بل تعكس حالة من الإفلاس الأخلاقي، حيث تتحول المواقف إلى أوراق مساومة، ويختزل الشأن العام في حسابات ضيقة لا تمت بصلة لمصالح المواطنين.
22/05/2025