مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تشهد أسعار أحشاء الخروف المعروفة محليًا بـ”الدوّارة” موجة صعود حادة، لا سيما في مدينتي الدار البيضاء والمحمدية، حيث تجاوزت الأسعار مستوياتها التقليدية لتصل إلى أرقام قياسية لم تعرفها الأسواق من قبل. فقد كانت الأسعار في المواسم السابقة تتراوح بين 200 و250 درهما للدوّارة الواحدة، لكنها ارتفعت خلال الأسبوعين الماضي والجاري لتتجاوز 600 درهم، في ظل تفاوت واضح حسب الحجم والوزن، وهو ما أكده مواطنون وجزارون في المنطقة.
ويعزو مهنيون في القطاع هذا الارتفاع المتسارع إلى تزايد الطلب بشكل كبير مع اقتراب العيد، بالإضافة إلى ما وصفوه بالاحتكار الذي يمارسه بعض الوسطاء على الكميات المتوفرة، مما يسهم في رفع الأسعار بشكل غير مبرر ومصطنع. وأوضح أحد الجزارين بالمحمدية أن بعض الدوارات الكبيرة بيعت بمبلغ يصل إلى 700 درهم، مشيرًا إلى أن الأسعار مرشحة لمزيد من الارتفاع حتى حلول يوم العيد، بسبب ارتفاع تكلفة الذبائح وقلة المعروض في الأسواق.
وقد أدى هذا الوضع إلى فرض بعض الجزارين شروطًا غير مسبوقة على الزبناء، إذ بدأوا يطلبون تسبيقات مالية مع تسجيل أسماء الراغبين في شراء “الدوارة” ضمن قوائم انتظار تمتد بين أربعة أيام وأسبوع قبل تسليم السلعة، وهو ما أثار استياء واسعًا بين المواطنين الذين عبروا عن شعورهم بثقل الأعباء المالية في ظل ارتفاع أسعار “الدوّارة” التي تجاوزت في كثير من الأحيان أسعار اللحوم الحمراء. ويؤكد العديد منهم أن هذه الزيادات تشكل عبئًا إضافيًا على الأسر المغربية، وتقلل من بهجة العيد، خصوصًا في ظل الظروف التي دفعت البعض إلى إلغاء ذبح الأضاحي هذه السنة.
22/05/2025