تتجه المملكة المغربية بخطى واثقة نحو ترسيخ مكانتها كقوة إقليمية وعالمية في مجال الطاقة النظيفة، مدفوعة برؤية استراتيجية طموحة واستثمارات دولية ضخمة. فقد استعرض تقرير صادر عن منصة “الشرق” المتخصصة أبرز الإنجازات والتوجهات المغربية في قطاع الطاقة المتجددة، وعلى رأسها مشروع “نور ورزازات” الذي شكل انطلاقة رمزية لمسيرة المغرب في الطاقة الشمسية، بطاقة إنتاجية تقارب 580 ميغاواط. غير أن البوصلة توسعت جنوبًا، حيث أصبحت الأقاليم الجنوبية تحتضن قدرات إنتاجية تصل إلى 1.3 غيغاواط حتى نهاية 2024، مع استثمارات مرتقبة تتجاوز 2.1 مليار دولار لرفعها إلى 2.7 غيغاواط بحلول 2027، إضافة إلى إطلاق مشروع عملاق لنقل الكهرباء بطول 1400 كيلومتر بين الداخلة والدار البيضاء.
ويمثل عام 2030 محطة مفصلية في التحول الطاقي المغربي، إذ تسعى المملكة إلى رفع حصة الطاقة المتجددة من مجموع الطاقة الكهربائية إلى 52% ثم 56% في عام 2027، مدعومة بتشريعات جديدة لتسريع وتيرة الإنتاج من خلال رفع معدل إضافة القدرات الجديدة إلى 1400 ميغاواط سنويًا بدءًا من 2024. ويبرز في هذا السياق “مشروع القرن المغربي” في الهيدروجين الأخضر، حيث تم الإعلان عن ستة مشاريع كبرى باستثمارات تناهز 32.6 مليار دولار، موزعة على مساحة تقارب مليون هكتار، بهدف تغطية 4% من الطلب العالمي، وسط توقعات ببلوغ قيمة الاستثمارات الإجمالية 300 مليار دولار.
ولم تغب الأبعاد الدولية عن هذا الطموح المغربي، حيث يستعد مشروع “إكس لينكس” لربط المغرب ببريطانيا عبر كابل كهربائي بحري بطول 3800 كيلومتر لنقل 11.5 غيغاواط من الطاقات المتجددة، ما سيغطي 8% من حاجيات المملكة المتحدة الكهربائية. كما أُعلن عن مشروع سويسري لإنتاج 100 ألف طن من الوقود الاصطناعي سنويًا باستخدام الطاقة الشمسية، باستثمار يبلغ مليار دولار. وفي ظل هذه الدينامية، تسعى الحكومة إلى تفعيل خطة استثمارية حتى عام 2030 بقيمة 23 مليار دولار، يساهم فيها القطاع الخاص بنسبة 72%، ما يعكس الثقة الدولية في بيئة الاستثمار المغربية. ويخلص التقرير إلى أن المغرب بات استثناءً مشرّفًا في القارة السمراء، ماضيا بثبات نحو موقع الريادة في مستقبل الطاقة العالمية.
23/05/2025