تشهد مدينة تمارة منذ أزيد من أسبوعين وضعاً بيئياً مزرياً جراء تراكم النفايات في عدد من أحيائها، ما أثار موجة من الغضب والاستنكار في صفوف الساكنة، التي عبّرت عن تذمرها من هذا التدهور غير المسبوق. جمعيات مدنية حذرت من الخطر الذي يُهدد الصحة العامة نتيجة الروائح الكريهة والأكوام المتناثرة من الأزبال، موجهة أصابع الاتهام إلى المجلس الجماعي الذي يترأسه زهير الزمزامي عن حزب التجمع الوطني للأحرار، محملة إياه مسؤولية تفاقم الأزمة.
في تصريح لـ”كواليس الريف”، كشف المستشار الجماعي السابق سعيد بولخير أن شركة “أوزون” المفوض لها تدبير قطاع النظافة، تشهد منذ 15 يوماً شللاً فعلياً في عمليات جمع الأزبال، سواء داخل الأزقة أو في الفضاءات العمومية، مرجعاً ذلك إلى الأعطاب التي طالت معداتها اللوجستية. وأوضح أن الشركة باتت تشتغل بالحد الأدنى من الوسائل، تحت ذريعة عدم قدرتها على إصلاح الآليات، مما تسبب في تعطيل متواصل للخدمات، ووصف هذا الوضع بأنه “غير مقبول” في قطاع يعتمد بشكل يومي على آليات فعالة ومجهزة.
وانتقد بولخير تقاعس المجلس الجماعي في فرض الغرامات المستحقة على الشركة، رغم أن دفتر التحملات ينص على عقوبات مالية صارمة تتراوح بين 500 و10 آلاف درهم يومياً عن كل إخلال. وأضاف أن المبالغ المفترض تحصيلها من الغرامات منذ تولي الشركة مهامها تقارب 10 ملايين درهم، مشيراً إلى غياب الرقابة الصارمة من طرف الجماعة، مما فاقم من معاناة السكان. وفي الوقت الذي التزمت فيه الرئاسة الجماعية الصمت، بعد محاولات التواصل غير المجابة من طرف صحيفة “كواليس الريف”، لا تزال أكوام الأزبال شاهدة على أزمة تدبيرية عميقة تُنذر بانفجار اجتماعي إذا ما استمر الوضع على حاله.
23/05/2025