تشهد الأحياء الشعبية في مختلف المدن المغربية تنامياً ملحوظاً لعدد الأفران التقليدية غير المهيكلة، ما أثار موجة قلق في أوساط المهنيين العاملين في قطاع المخابز والحلويات. فقد نبّهت الفيدرالية المغربية للمخابز والحلويات إلى المخاطر المترتبة عن استمرار نشاط هذه الوحدات الإنتاجية دون توفرها على أدنى شروط السلامة القانونية والمهنية، محذّرة من تبعات هذا الوضع على المقاولات النظامية التي تشتغل وفق ضوابط دقيقة، وتحترم المعايير الصحية والرقابية المفروضة.
نور الدين لفيف، رئيس الفيدرالية، عبّر في تصريح لجريدة كواليس الريف عن استيائه مما وصفه بتجاهل الحكومة لمعاناة الفاعلين في القطاع، مشيراً إلى أن الكلفة المرتفعة للمواد الأولية وندرة اليد العاملة المؤهلة وارتفاع الإيجارات، كلها عوامل تزيد من معاناة المقاولات المهيكلة. واعتبر أن الفوضى السائدة في السوق، نتيجة تغاضي الجهات المختصة عن مراقبة الأفران العشوائية، تخلق جواً من التذمر والاحتقان في صفوف المهنيين الذين يشعرون بالإقصاء والتمييز في ظل غياب تكافؤ الفرص.
في المقابل، يرى محمد الذهبي، الكاتب العام للاتحاد العام للمقاولات والمهن، أن هذه الأفران الشعبية تلعب دوراً اجتماعياً واقتصادياً مهماً، من خلال توفير فرص عمل لعدد من المواطنين وخدمة شريحة واسعة من السكان ذوي الدخل المحدود. لكنه شدد على أن تنظيم هذا القطاع وتأهيله بات أمراً ضرورياً، شريطة أن يتم ذلك برؤية تأخذ بعين الاعتبار الأوضاع الاجتماعية لأصحاب هذه المحلات الصغيرة، مع الحفاظ على معايير النظافة والجودة المطلوبة.
23/05/2025