kawalisrif@hotmail.com

قبضة العسكر وتأزم الداخل والخارج.. الجزائر بين مطرقة الاستبداد وسندان الاضطراب الإقليمي

قبضة العسكر وتأزم الداخل والخارج.. الجزائر بين مطرقة الاستبداد وسندان الاضطراب الإقليمي

سلّطت صحيفة “Sahel Intelligence” الفرنسية الضوء على الوضع السياسي المعقّد في الجزائر، مشيرة إلى استمرار الهيمنة العسكرية على مفاصل الدولة، ما يعيق أي تحول ديمقراطي حقيقي. واعتبرت الصحيفة أن الجيش الجزائري يُحبط طموحات شعب يتوق للتعددية والحريات، من خلال دساتير مفصّلة على مقاس السلطة، تُقصي التعدد الهوياتي وتكرّس الاستبداد، في مشهد سياسي لا يعترف بمكونات مثل الثقافة الأمازيغية، خصوصاً في منطقة القبائل، حيث تشتد التوترات بفعل استمرار ملاحقة نشطاء حركة “الماك” المطالبة بتقرير المصير.

في الجنوب الجزائري، حيث تعيش أقليات مثل الطوارق والمزابيين، تُفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة من مشاعر الغضب والاحتقان. رغم ما تزخر به المنطقة من ثروات باطنية، يعاني السكان من تهميش ممنهج، يقابله حضور أمني مكثف وعسكرة شاملة. هذه المعاناة تدفع إلى بروز حركات احتجاجية غير معلنة تتغذى من دعم شبكات تمتد إلى ما وراء الحدود، في ظل تجاهل السلطة المركزية لمطالب التنمية والعدالة الاجتماعية، ما يفتح الباب أمام تمرد صامت قد يتحول إلى أزمة يصعب احتواؤها.

على الصعيد الإقليمي، تحيط بالجزائر تحديات أمنية متصاعدة، من أبرزها استمرار دعمها لجبهة البوليساريو، التي أصبحت عبئاً أمنياً داخلياً، خاصة في ظل تقارير عن صلات تربطها بتنظيمات إرهابية في الساحل. من جهة أخرى، يثير صعود المشير خليفة حفتر في ليبيا، بدعم من أطراف معادية للجزائر، قلق المؤسسة العسكرية الجزائرية، نظراً لاحتمال تحوله إلى خصم مباشر في شمال إفريقيا. وفي ظل هذه التهديدات الخارجية والتوترات الداخلية، تجد الجزائر نفسها أمام مستقبل غامض، يفرض مراجعة شاملة لخياراتها السياسية والأمنية.

23/05/2025

Related Posts