kawalisrif@hotmail.com

محاكمة على خلفية “نعش الحامل” تسلط الضوء مجدداً على عزلة جبال أزيلال

محاكمة على خلفية “نعش الحامل” تسلط الضوء مجدداً على عزلة جبال أزيلال

حددت المحكمة الابتدائية بمدينة أزيلال يوم الخميس 29 ماي موعداً للنطق بالحكم في قضية مثيرة يتابع فيها أربعة أشخاص، بناء على شكاية مباشرة تقدم بها قائد قيادة أيت تمليل، تتعلق بتهمة “بث وتوزيع ادعاءات كاذبة تمس بالحياة الخاصة والتشهير”، وفقاً للفصل 447 من القانون الجنائي. وتشير المعطيات إلى أن ثلاثة من المتهمين لم يكونوا حاضرين خلال الواقعة الأصلية، فيما اقتصر الحضور على شخص واحد كان يساعد في نقل سيدة حامل على نعش بسبب ظروف طارئة. وقد تم الإفراج عنهم جميعاً في وقت سابق بكفالة، في انتظار صدور الحكم النهائي.

وتعود فصول القضية إلى حادث مؤلم وقع نهاية السنة الماضية بمنطقة “تكوخت” الجبلية، حين اضطُر سكان محليون إلى حمل سيدة باغتها المخاض على نعش الموتى لمسافة طويلة عبر طريق جبلية وعرة، بعد أن حالت الأشغال المتوقفة دون وصول سيارة الإسعاف إلى الدوار. وقد تطلب الوصول إلى نقطة اللقاء مع الإسعاف أكثر من ساعتين من المشي الحثيث، ما خلف حالة من الغضب الشعبي بعد تداول مقاطع وصور الواقعة بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، وُصفت خلالها المشاهد بأنها تمثل “عاراً” في زمن التطور التكنولوجي.

الواقعة، التي فتحت الباب على مصراعيه للنقاش حول الهشاشة البنيوية لمناطق نائية بإقليم أزيلال، أعادت إلى الواجهة مطالب السكان بفك العزلة عن دواويرهم وتسريع وتيرة إنجاز مشاريع البنية التحتية. وفي هذا السياق، أكد عدد من المتتبعين المحليين لجريدة كواليس الريف أن ما وثقته الكاميرات لم يكن سوى انعكاس صارخ لوضع مأساوي يعيشه الآلاف في صمت، مؤكدين أن المطلب الحقيقي لا يكمن في المحاكمة، بل في إنهاء الإقصاء وتوفير شروط العيش الكريم في هذه المناطق المهمشة.

23/05/2025

Related Posts