انطلقت، يوم الخميس، فعاليات الدورة الأولى من المهرجان الثقافي الإسباني-المغربي “ESMAR”، وذلك خلال حفل افتتاح احتضنه المركز الثقافي العريق “أتينيو مدريد”، بحضور نخبة من الشخصيات البارزة في مجالات الثقافة والفكر والدبلوماسية والعمل الجمعوي.
ينظم هذا الحدث الثقافي جمعية “Malakat” تحت شعار “الحوار والتمازج الثقافي”، ويهدف إلى ترسيخ الروابط التاريخية والثقافية والإنسانية بين المغرب وإسبانيا.
وفي كلمة لها بالمناسبة، أكدت سفيرة المملكة المغربية في مدريد، كريمة بنيعيش، أن المهرجان يشكل محطة للاحتفاء بعمق العلاقات التي تجمع بين البلدين، مشيرة إلى أنها علاقات تضرب بجذورها في التاريخ، وتغذيها عوامل الجغرافيا والتبادلات الاقتصادية، والأهم من ذلك، الروابط الإنسانية المتينة.
وأبرزت بنيعيش أهمية هذه المبادرة الثقافية في خلق فضاء مشترك للتأمل والنقاش، يُمكّن من استشراف آفاق جديدة لعلاقات ثنائية أكثر حيوية، قائمة على أسس وقيم مشتركة.
كما نوهت بجودة التعاون بين الرباط ومدريد في مجالات حيوية كالأمن، ومكافحة الهجرة غير النظامية، والاتجار بالبشر، والتصدي للإرهاب والجريمة المنظمة.
وفي سياق متصل، شددت السفيرة على الدور الحيوي الذي يلعبه الشباب ذو الأصول الإسبانية-المغربية في ترسيخ هذه الروابط، معتبرة إياهم رمزًا لمستقبل مشترك يحمل الأمل للبلدين.
وشهد حفل الافتتاح لحظة مؤثرة تم خلالها تكريم السفيرة بنيعيش تقديرًا لجهودها المتواصلة في تعزيز الشراكة الثنائية، إلى جانب السفير الإسباني الأسبق لدى المغرب، ريكاردو دياز-هوشلايتنر، عرفانًا بإسهاماته في ترسيخ قيم التعاون.
كما تم تكريم ماريا تيريسا فرنانديز دي لا فيغا، النائبة السابقة لرئيس الحكومة الإسبانية، ورئيسة مؤسسة “نساء من أجل إفريقيا”، تقديرًا لدورها البارز في التقارب الأورو-إفريقي والدفاع عن حقوق النساء.
وشمل الحفل أيضًا تكريمًا بعد الوفاة للاقتصادي الإسباني ألدو أولسيس سانتوجا، تقديرًا لإسهاماته في تطوير الحوار الاقتصادي والاجتماعي بين ضفتي المتوسط.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد دياز-هوشلايتنر أن المغرب يُعد شريكًا استراتيجيًا لإسبانيا، مشددًا على أهمية تكثيف الجهود لتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. كما وصف المهرجان بـ”المبادرة الواعدة” التي أطلقها شباب من المجتمع المدني الإسباني-المغربي، والتي تعكس غنى الروابط التي تجمع الشعبين.
وأشار إلى أن “الإرادة المشتركة للبناء والتعاون” تظل أساس الشراكة المتميزة بين البلدين.
وقد شهد اليوم الأول من المهرجان تنظيم مائدة مستديرة ناقشت آفاق تعزيز العلاقات الثنائية ومد جسور التواصل الإنساني.
وسيتواصل برنامج المهرجان إلى غاية 24 ماي، متضمنًا سلسلة من المؤتمرات، والورشات، والمعارض، والعروض الموسيقية، ليشكل بذلك منصة تعبير وإبداع للشباب الإسباني-المغربي، الحامل لهوية ثقافية متعددة، والمُتشبع بقيم الحوار والتعاون والتعايش المشترك.
23/05/2025