في خطوة تُعد سابقة ضمن الحضور الصحراوي على الساحة الدولية، شارك وفد نسائي يمثل حركة “صحراويون من أجل السلام” في أشغال الأممية الاشتراكية للنساء، التي احتضنتها مدينة إسطنبول التركية يومي 21 و22 ماي 2025. وتمثل هذه المشاركة، الأولى من نوعها للحركة في محفل نسائي دولي بهذا الحجم، كسرا لنمط احتكار التمثيل السياسي الذي ظلت جبهة البوليساريو تنفرد به لعقود، وفق ما جاء في بلاغ رسمي للحركة. وقد حضر الوفد الذي قدم من مدينتي العيون والداخلة بصفة رسمية، واحتل موقعا بارزا داخل قاعة المؤتمر، إلى جانب رفع لافتة باسم الحركة، في مشهد اعتُبر دليلاً متزايداً على قبول المجتمع الدولي لبدائل سياسية سلمية تدعو للحوار وترفض الانفصال.
الأممية الاشتراكية للنساء، التي تضم أكثر من 130 حزباً اجتماعياً وتقدمياً حول العالم، مثلت أرضية خصبة لنساء الحركة من أجل إيصال صوت نساء الصحراء ومواقفهن بشأن قضايا السلم والمساواة والتمثيل السياسي. وفي تصريح أدلى به لكواليس الريف، أوضح سيدي السباعي، رئيس اتحاد شبيبة “صحراويون من أجل السلام”، أن هذه المشاركة تندرج ضمن حضور أوسع لوفد تقوده القيادة العليا للحركة، برئاسة الحاج أحمد باريكلا، في إطار التحضير لاجتماع مجلس الأممية الاشتراكية في 24 و25 ماي. وأشار السباعي إلى أن دعوة الحركة جاءت عقب حصولها بداية العام على صفة عضو داخل مجلس الأممية، تتويجاً لأشهر من العمل الدبلوماسي المكثف والانفتاح على المحافل الدولية.
واعتبر السباعي أن هذا الحضور يمثل نقطة تحول حاسمة في مسار التعددية السياسية في ملف الصحراء، مشدداً على أن “الشرعية ليست حكراً على أحد، بل هي حق ديمقراطي يكفله مبدأ تمثيل التنوع داخل المجتمع الصحراوي”. وفي رؤيتها للحل، تطرح الحركة مقاربة واقعية تنبذ العنف، وترى في مقترح الحكم الذاتي المغربي منطلقاً عملياً لإخراج القضية من نفق الجمود السياسي، مؤكدة أن هذا المسار يوفر فرصة حقيقية لبناء سلام دائم وضمان كرامة الصحراويين ومستقبلهم المشترك، بعد عقود من المعاناة والتشظي.
23/05/2025