إذا أردت أن ترى تجسيدًا حيًّا لـ”الإسفنجة البشرية” التي تمتص كل ما تبقى من الفوضى والانحطاط الإداري والأخلاقي، فما عليك إلا أن تزور فندق ميركور الريف بالناظور وتلقي نظرة سريعة على من يلقب – ساخرًا – بـ”المشرف العام على المطبخ”، المدعو سعيد النعيمي، هذا الذي لا يفقه من الإشراف إلا إسمه، ومن النظافة إلا ما تعف عنه أنوف النزلاء.
النعيمي، أو كما يُعرف في كواليس الفندق بلقب “سي لُعاب”، ليس سوى ظل باهت لماضٍ مهني مهزوز، خُتم بطرده المذل من فندق مارتشيكا المطار، بعدما سئم مالكه، السيد الموساوي، من مسلسل الرداءة والعبث الذي تفنّن فيه هذا “الشاوش المتأله”.
ولأن الفشل لا يرضى بالرحيل، عاد النعيمي من بوابة “ميركور”، جاثمًا على روح المؤسسة ككابوس ثقيل. يتجول في بهو الفندق كأنّه طيف رعب، يثير التوتر أينما حلّ، يزعج الزبائن بمظهره، ويزرع الفتنة بين المستخدمين بمكره … أما الكاريزما ؟ فحدث ولا حرج، فالرجل أقرب إلى تجسيد المثل المغربي الشهير : “لا زين لا مجي بكري!”
منذ حلوله، جعل من بث التفرقة خبزه اليومي … يستهدف كل من لم يخضع لنزواته أو ينحنِ لعنجهيته. أحدث ضجة داخلية ضربت روح الفريق في مقتل ، وكانت الضحية الأخيرة حارس أمن شريف، نُكِّل به ظلماً وعدواناً، فقط لأنه رفض الرضوخ لأوامر “سعادة المشرف المتسلط”.
لحسن الحظ، تسهر إدارة الفندق، وعلى رأسها المدير الحالي المعين حديثا ، على إعادة الأمور إلى نصابها. بعين خبيرة وطموح كبير، يحاول المدير إصلاح ما أفسده المدير السابق ، وذيله النعيمي، واضعًا نصب عينيه مشروع تحويل ميركور إلى وجهة راقية بخمس نجوم، رغم أن بعض “القواقع البشرية” تحاول تعطيل المسار بالزحف في الممرات وبيع الوهم في الخفاء.
وفي اتصال بجريدة “كواليس الريف” من إحدى العاملات المغلوبات على أمرهن، حكت عن معاناتها اليومية داخل مطبخٍ تحول إلى بؤرة فساد، تحكمه نزوات “مستر غايت”، الذي لا يتردد في تصفية حساباته بأساليب دونية.
حاول الجريدة ربط الاتصال بالحارس المطرود، إلا أن هاتفه ظل خارج الخدمة. وحسب مصادر متطابقة، فإن الرجل يعيش اليوم أزمة نفسية واجتماعية حادة، نتيجة الظلم الذي لحق به داخل أسوار “الفندق المسكون”.
سعيد النعيمي ليس سوى تجسيد حيّ لكارثة بشرية حين تُسند المهام إلى غير أهلها ، شخص يخلط بين الإدارة والتسلط، بين القيادة والجبروت .
24/05/2025