في مشهد رهيب على ضفاف واد درعة شمال طانطان، أسدل الستار على واحدة من أضخم وأقوى المناورات العسكرية في القارة: “الأسد الإفريقي 2025”، التي جمعت بين القوات المسلحة الملكية المغربية ونظيرتها الأمريكية، وسط زخم من التمارين النارية والتكتيكات القتالية التي حبست الأنفاس!
بتعليمات سامية من الملك محمد السادس، تحولت سماء الصحراء إلى مسرح لطائرات F16 تقصف أهدافاً افتراضية بدقة، رفقة المقنبلة الأمريكية الضخمة ( B52 ) فيما كانت راجمات HIMARS تُرعد الأرض بنيرانها، بينما تندفع القوات الخاصة لتنفيذ تدخلات تحاكي أكثر السيناريوهات تعقيداً.
ولم تقتصر المناورات على القتال فحسب، بل شملت عمليات لوجستية متكاملة: إجلاء المصابين تحت النيران، وصيانة العربات في قلب المعركة… مشهد عسكري متكامل يُظهر قوة التنسيق وتفوق الجاهزية.
الحفل الختامي شهد حضور المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد “أفريكوم”، إلى جانب كبار المسؤولين المغاربة والأمريكيين، الذين شددوا على أن هذا التمرين ليس مجرد تدريب، بل تجسيد حي للتحالف الاستراتيجي العابر للقارات.
منذ انطلاقها في 12 ماي، جابت النسخة الـ21 من “الأسد الإفريقي” عدة مناطق مغربية، وجمعت أكثر من 10 آلاف جندي من بلدان مختلفة ومنظمة الناتو، في تدريبات متقدمة تشمل الحرب الكيميائية والبيولوجية والأنشطة الإنسانية.
“الأسد الإفريقي” ليس فقط مناورات… إنه رسالة قوة، وتأكيد على أن الأمن الإقليمي يبدأ من تنسيق عالمي لا يعرف حدوداً .
24/05/2025
