kawalisrif@hotmail.com

عشوائية تسيير أسطول النقل المدرسي بجماعة أربعاء تاوريرت بالحسيمة يسائل الجهات المسؤولة

عشوائية تسيير أسطول النقل المدرسي بجماعة أربعاء تاوريرت بالحسيمة يسائل الجهات المسؤولة

يشكّل النقل المدرسي إحدى الآليات المهمة لتقليص الهدر المدرسي، والرفع من مستوى التمدرس في صفوف أبناء العالم القروي، نظرًا لصعوبة المسالك وبعد المسافة بين المؤسسات التعليمية والدواوير، بالإضافة إلى شعور الآباء بالأمان على حياة أبنائهم.

ولعلّ ما أقدم عليه رئيس جمعية النقل المدرسي بجماعة أربعاء تاوريرت، إقليم الحسيمة، يُعدّ سلوكًا مخالفًا لمبدأ المصلحة العامة التي تدعم التمدرس وتعمل على توفير سبل الراحة لأبناء وبنات البادية، وفك العزلة عن تلاميذ وتلميذات العالم القروي، ومحاربة الهدر المدرسي.

فقد أصبح عدد مهم من المتمدرسين المنتمين إلى جماعة أربعاء تاوريرت مجبرين على التنقل اليومي بواسطة الدواب، أو باستخدام الدراجات الهوائية، أو قطع مسافات طويلة مشيًا على الأقدام من أجل متابعة دراستهم في إعدادية أربعاء تاوريرت، البعيدة عن مقار سكناهم، مثل تلاميذ دواوير إزاثيمن، الواد، ثرات مزرا، وغيرهم. وحتى التلاميذ الذين يستفيدون من القسم الداخلي يتم نقلهم مساء الجمعة إلى منازلهم عبر سيارات من نوع مرسيدس 207، ويعاد نقلهم صباح الاثنين بنفس الوسيلة.

ويعاني تلاميذ مركز باينتي التابع للجماعة أكثر من غيرهم، حيث لا يتم تنظيم رحلة منتصف النهار، وهو الوقت الذي تفرغ فيه المؤسسات التلاميذ إلى الشارع، ما يدفع بعض الآباء إلى منع بناتهم من مواصلة الدراسة خوفًا من تعرضهن لمخاطر الشارع.

ولا يختلف اثنان على أن الملك محمد السادس يولي اهتمامًا خاصًا بالمرأة القروية، من خلال برامج ومبادرات تهدف إلى تمكينها وتحسين أوضاعها، وعلى رأسها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تدعم النقل المدرسي بجماعة أربعاء تاوريرت بمبلغ مالي محترم لتسيير سبع حافلات، تستهدف بالأساس الفتاة القروية، إلى جانب دعم المجلس الإقليمي.

ورغم هذا الدعم، فإن جمعية النقل المدرسي – التي تتلقى تمويلًا سنويًا مهمًا من المبادرة الوطنية والمجلسين الإقليمي والجماعي – لا تُشغّل سوى ثلاث حافلات فقط، متحدية بذلك السلطات المحلية والإقليمية. وهذا ما يطرح تساؤلات لدى الساكنة: من يحمي رئيس الجمعية، عبد الرحمن المكنفي، من المساءلة القانونية؟ وهل يعود ذلك إلى علاقته الوطيدة برئيس الجماعة فريد البوطاهري، الذي كان نائبه الثالث في الولاية السابقة؟ ومن يتستر عن هذه الخروقات؟

وإذا كان جلالة الملك محمد السادس يولي اهتمامًا خاصًا بتوفير التعليم للفتيات القرويات والحد من الهدر المدرسي، فمن يكون عبد الرحمن المكنفي ليَفرض رأيه متحديًا السلطات، ويقصي تلميذات وتلاميذ الدواوير المذكورة من حقهم في الاستفادة من النقل المدرسي؟ وكيف يُعقل أن يستغل ابنه، سائق سيارة النقل المدرسي، الحافلة لأغراض شخصية، ويركنها قرب مسكنه (كما تُظهر الصورة)؟

ومن هنا، يناشد آباء وأمهات وأولياء التلاميذ السيد عامل إقليم الحسيمة التدخل العاجل في هذا الملف الاجتماعي، لضمان عدم حرمان التلميذات والتلاميذ من حقهم في الاستفادة من النقل المدرسي، خاصة ونحن مقبلون على الامتحانات الإشهادية.

25/05/2025

Related Posts