تُعلن جريدة كواليس الريف بكل وضوح وشفافية إلى عموم المواطنين والمسؤولين وقرائها الأوفياء، أن المدعو سلام المحمودي، المنحدر من إقليم الدريوش والمقيم حالياً ضواحي الحسيمة، لا تربطه بالجريدة أية صلة لا من قريب ولا من بعيد.
هذا الشخص يروج ادعاءات كاذبة ويدّعي زوراً أنه من طاقم “كواليس الريف” ، وهو أمر تفنده الجريدة جملة وتفصيلاً، إذ تؤكد أنه لم يسبق أن تم انتدابه أو تكليفه بأي مهمة صحفية أو إدارية بإسم الجريدة.
وعليه، فإن إدارة :كواليس الريف” تحذر الجميع من التعامل مع هذا الشخص باسم الجريدة، ونحمّل كل من يقع في فخ أكاذيبه المسؤولية الكاملة عن أفعاله.
“كواليس الريف” كانت وستظل وفية لمبادئها في الشفافية والمصداقية، ولن تتسامح مع من يستغل اسمها لتحقيق مصالح شخصية مشبوهة.
— وعلى سبيل التذكير هذه لمحة بسيطة عن المدعو سلام المحمودي، منذ نشأته الأولى :
في عمق جبال آيت سعيد بإقليم الناظور، وُلد طفل اسمه سلام المحمودي سنة 1989، لعائلة كان قدرها الشتات والمعاناة. لم يكن يعلم هذا الطفل، حين كان يخطو خطواته الأولى، أن القدر سيحرمه من دفء الأسرة في سن لا يتجاوز فيها أصابعه الخمسة. بعد طلاق والديه سنة 1988، لم يتبقّ له سوى حضن أمٍّ مجروحة، حاولت أن تحميه وأخاه امحمد (المزداد سنة 1990) من قسوة العالم، قبل أن تختفي فجأة في أكتوبر 1994، تاركة وراءها طفلين صغيرين في بيت خالٍ من كل شيء… حتى من الحنان.
تركتهما الأم ورحلت، تاركة الغموض يُخيّم على مصيرها. بحث الجميع، ولم يُعثر لها على أثر. الطفلان اللذان بالكاد يميزان بين الليل والنهار، وُجدا فجأة في مواجهة العالم وحدهما، إلى أن تدخلت الشرطة، ليُرحّلا سنة 1995 إلى دار العجزة بالناظور. سنوات باردة من العزلة، قبل أن يتم تحويلهما إلى دار الخيرية سنة 2001، بأمر من عامل الإقليم.
لكن المأساة لم تنتهِ هنا. سلام، الذي كان يبحث عن دفء لم يعرفه يومًا، اصطدم بعالم أقسى من الشارع: مؤسسة من المفترض أن تكون ملاذًا للحنان، تحوّلت إلى ساحة للاستغلال.
في سنة 2005، وبعد أن طفح الكيل، فرّ إلى دار الخيرية بالحسيمة، بحثًا عن أفق جديد، أو هروبًا من الظلم المتكرر، خاصة من المقتصد “بلعيد ختاش” الذي – حسب شهادة سلام – كان يُجبر النزلاء على أعمال شاقة ومهينة: جمع النفايات، حمل الأحجار، وحتى نقل مواد البناء إلى منزله الخاص!
عاد سلام إلى الناظور سنة 2006 بعد ظهوره في برنامج “مختفون”، على أمل أن يُعامل هذه المرة كنزيل رسمي. لكن الأبواب أوصدت في وجهه من جديد. لم يُعترف به، ولم يُمنح حتى حق الإقامة.
ثم جاءت الفاجعة: بعد تكليفه بحمل الطوب والرمال الثقيلة، بدأ جسده النحيل ينزف. نُقل إلى مستشفى الحسني، حيث تبيّن أنه مصاب بداء السل، في حالة متقدمة تتطلب علاجًا طويلاً وجهدًا كبيرًا.
في الوقت الذي كان فيه سلام يصارع المرض، كانت الإجراءات البيروقراطية تُكمل ما لم يفعله القدر. لم يُقبل إلا بعد تدخلات من المجتمع المدني، وتحديدًا جمعية الريف لحقوق الإنسان، التي تبنّت قضيته ورفعت الصوت عالياً: أهذا هو مصير الأطفال في مؤسسات “الرعاية”؟ أهذه هي المساعدة التي تقدمها الدولة لأكثر الفئات هشاشة؟
بين الغياب التام للأب، وغموض الأم التي هاجرت إلى إسبانيا وتزوجت من جزائري، وبين استغلال إدارة دار الخيرية، عاش سلام المحمودي حياة لا تليق بإنسان، قبل أن يتحول إلى عالم الإبتزاز ومنتحل صفات في إقليم الحسيمة .
25/05/2025