تشهد أروقة جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي “الشاباك” توتراً غير مسبوق، عقب تسريبات تشير إلى تهديد عدد من كبار مسؤوليه بالاستقالة إذا تم تعيين اللواء دافيد زيني رئيساً جديداً للجهاز، وفق ما أوردته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”. هذا الاعتراض القوي، الذي عبر عنه منسقو الشاباك الميدانيون في منطقتي القدس والضفة الغربية، وُصف بأنه تمرد داخلي غير معلن، حيث اعتبروا تعيين زيني ذا “دوافع سياسية”، ما يثير تساؤلات حول حيادية الجهاز في ظرف أمني حساس. ورغم غياب أي استقالات رسمية حتى الآن، امتنع الشاباك عن التعليق، وسط تكتم رسمي وترقب داخلي.
تزامناً مع هذا الجدل، بثت القناة 12 العبرية تسجيلات صوتية مسرّبة لاجتماع جمع زيني بسكان المستوطنات الحدودية المحاذية لقطاع غزة، حيث تطرق إلى فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق الأهداف المعلنة للحرب ضد “حماس”، لاسيما بعد هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واختطاف أكثر من 250 آخرين. وأعرب زيني في حديثه عن قلقه من “التوتر الهائل” بين هدف القضاء على حماس واستعادة الرهائن، مشدداً على أن “القضاء على حماس والجهاد الإسلامي هو جوهر المعركة الجارية”، في تصريحات بدت منحرفة عن خط رئيس الشاباك المنتهية ولايته، رونين بار، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشراً على تحوّل استراتيجي في رؤية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لدور الشاباك في المرحلة المقبلة.
وفي تصريحات أخرى نقلتها القناة 13، أثار زيني موجة استياء واسعة لدى سكان البلدات المتضررة، حين حمّلهم مسؤولية منع هجمات مستقبلية عبر الحدود، قائلاً: “أنتم من يجب أن يكون يقظاً… هذه مهمتكم”. وُوجه هذا الطرح بانتقادات حادة، حيث اتهمه الحضور بعدم إدراكه لدور الجيش الإسرائيلي ومسؤولياته الأساسية في تأمين الحدود، ما عمّق من أزمة الثقة بين زيني وقطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي، وزاد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي المحيط بعملية تعيينه المحتملة.
26/05/2025