kawalisrif@hotmail.com

المغرب والإكوادور … نحو شراكة متجددة ودينامية متطورة وتعاون جنوب-جنوب

المغرب والإكوادور … نحو شراكة متجددة ودينامية متطورة وتعاون جنوب-جنوب

تعود العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية وجمهورية الإكوادور إلى سنة 1988.، ورغم استمرار هذه العلاقات، إلا أنها ظلت محدودة إلى غاية عام 2019، حين شهدت تحولاً نوعياً مع زيارة وفد إكوادوري رفيع المستوى إلى المغرب، برئاسة نائب وزير الشؤون الخارجية والتكامل السياسي والتعاون الدولي، أندريس تيران. شكلت هذه الزيارة منعرجاً جديداً في مسار التعاون الثنائي، حيث أعرب الجانبان عن إرادتهما المشتركة لتعزيز العلاقات في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والسياحية وغيرها.

وقد مكنت اللقاءات الثنائية من رسم معالم مستقبل التعاون بين البلدين، عبر إجراءات عملية ورؤية طموحة وإيجابية. وأكد وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، خلال هذه المناسبة أن “العلاقات بين المغرب والإكوادور تشهد دينامية متجددة بفضل الإرادة المشتركة لتجاوز كافة العقبات التي تحول دون قيام شراكة حقيقية”.

ويبدو اليوم أن الرباط وكيطو أكثر تصميماً من أي وقت مضى على تعزيز حوارهما ودفع تعاونهما في إطار شراكة فعالة جنوب-جنوب.

في 10 يوليوز 2024، استقبلت وزيرة الشؤون الخارجية والتنقل البشري بالإكوادور، غابرييلا سومرفيلد، سفيرة المغرب لدى كولومبيا والإكوادور، فريدة لوداية، حيث شددت على أهمية تعزيز الشراكات متعددة الأبعاد التي تجمع البلدين، سواء في الميادين السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية والعلمية. وقد ناقش الجانبان جدول الأعمال الثنائي واتفقا على ضرورة تعزيز الإطار القانوني الناظم للعلاقات، إلى جانب الاتفاق على أهمية التنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيد الدولي.

بتاريخ 2 دجنبر 2024، أجرى وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، اجتماعاً افتراضياً مع نظيرته الإكوادورية، غابرييلا سومرفيلد، تم خلاله تجديد التأكيد على العزم المشترك لتوطيد العلاقات الثنائية.

وقد عبّر الوزيران عن التزام قائدي البلدين، جلالة الملك محمد السادس والرئيس دانييل نوبوا، بجعل هذه العلاقات نموذجاً ناجحاً للتعاون جنوب-جنوب قائم على التضامن والتكامل. كما أعربت الوزيرة الإكوادورية عن إعجابها بالمنجزات التي حققها المغرب، ودور جلالة الملك في تعزيز السلام والتنمية، لاسيما في إفريقيا والعالم العربي.

واتفق الطرفان على إطلاق مشاريع تعاون جديدة في مجالات متعددة مثل الفلاحة، الأمن الغذائي، الطاقات المتجددة، التنمية البشرية، التعليم العالي، السياحة، والصناعة التقليدية. وسيشمل هذا التعاون تقديم دعم تقني للإكوادور، وتخصيص منح دراسية للكوادر الإكوادورية، بالإضافة إلى تبادل الخبرات في مجالات استراتيجية.

في 24 ماي 2024، مثّل ناصر بوريطة جلالة الملك محمد السادس في حفل تنصيب الرئيس الإكوادوري دانييل نوبوا في كيطو، حيث هنأه باسم جلالة الملك وأكد دعم المغرب لولايته الجديدة. وعقد الوزير لقاءً مع الرئيس نوبوا بحضور وزيرة الخارجية الإكوادورية والسفيرة المغربية، جدد خلاله استعداد المملكة للمساهمة في دعم المرحلة الجديدة التي تشهدها الإكوادور.

وفي خطوة رمزية هامة، أعلنت وزيرة الخارجية الإكوادورية، خلال لقائها مع بوريطة في 24 ماي 2025، عن نية بلادها فتح سفارة في الرباط، وهو ما اعتبره الوزير المغربي حدثاً تاريخياً يعكس عمق التحول في العلاقات بين البلدين، خاصة بعد قرار كيطو في أكتوبر 2024 تعليق اعترافها بما يُسمى “الجمهورية الصحراوية”.

تربط قائدي البلدين، جلالة الملك محمد السادس والرئيس دانييل نوبوا، علاقات متميزة قائمة على الاحترام المتبادل والتفاهم البناء. وقد عبّر جلالة الملك في برقية تهنئة أرسلها في أبريل 2025 عن تقديره للتقدم الذي شهدته العلاقات خلال الولاية الأولى للرئيس نوبوا.

أعربت الإكوادور في أكثر من مناسبة عن دعمها لجهود المغرب الرامية إلى إيجاد حل واقعي ودائم لقضية الصحراء. ففي سبتمبر 2019، أعلن نائب وزير الخارجية الإكوادوري مساندة بلاده للمسار الأممي الهادف إلى حل توافقي. وتُوّج هذا الموقف في أكتوبر 2024 بقرار تاريخي يقضي بتعليق اعتراف الإكوادور بالكيان الانفصالي، ما اعتُبر تحوّلاً كبيراً في العلاقات الثنائية.

وفي 2 دجنبر 2024، جددت وزيرة الخارجية الإكوادورية دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي التي قدمت سنة 2007، مؤكدة التزام بلادها بالحل السياسي الأممي الذي يحترم سيادة الدول ووحدتها الترابية.

 

26/05/2025

Related Posts