خلال مشاركته في اجتماع موسّع لمجموعة مدريد، وجّه وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس انتقادات حادة للمجتمع الدولي، مشدداً على أن السكوت إزاء مواصلة إسرائيل قتل المدنيين في غزة يعد تواطؤاً صريحاً.
الاجتماع، الذي دعت إليه مدريد في 21 مايو الجاري وانعقد في 25 من الشهر نفسه، جمع وزراء خارجية وممثلي نحو 20 دولة أوروبية وإسلامية، في محاولة لإحياء مسار حل الدولتين، ودفع المجتمع الدولي لاتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه التصعيد الإسرائيلي المستمر في قطاع غزة.
ألباريس أكد خلال تصريحاته أن الفلسطينيين يجب أن يتمتعوا بكامل حقوقهم أسوة بالإسرائيليين، مشيراً إلى أن الطريق الوحيد لتحقيق ذلك هو العودة إلى حل الدولتين. وأضاف: “لا يمكننا القبول بأن يُحكم على الفلسطينيين بالعقاب الجماعي مدى الحياة. ما تقوم به إسرائيل في غزة ليس سوى تدمير منهجي، حول القطاع إلى مقبرة مفتوحة”.
وتابع الوزير الإسباني: “من غير المقبول أن تواصل إسرائيل استهداف المدنيين الأبرياء بلا محاسبة. الصمت الدولي على هذه الانتهاكات ليس حياداً بل مشاركة ضمنية فيها”، داعياً الأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف واضح إزاء الحصار المفروض على المساعدات الإنسانية.
وشدّد ألباريس على أن الأولوية الآن تكمن في وقف آلة الحرب الإسرائيلية، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون شروط أو قيود، بالتوازي مع إطلاق مسار سياسي جديد نحو حل الدولتين.
كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، مطالباً بفرض حظر تسليحي أكثر فاعلية، وعدم استبعاد فرض عقوبات فردية على المسؤولين الإسرائيليين المتورطين.
ويأتي هذا التحرك ضمن موجة اعترافات أوروبية متتالية بدولة فلسطين، بدأت بإسبانيا والنرويج وإيرلندا في مايو 2024، ولحقت بها سلوفينيا وأرمينيا في يونيو، ليبلغ عدد الدول المعترفة بفلسطين 149 من أصل 193 عضواً في الأمم المتحدة.
وتواصل إسرائيل، بدعم أمريكي مطلق، تنفيذ حملة عسكرية عنيفة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، خلفت ما يزيد عن 176 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، في واحدة من أكثر النزاعات دموية في العصر الحديث.
26/05/2025