في مشهد يعكس بؤس العدالة التعليمية بالمغرب، كشفت مصادر من داخل مديرية التعليم بالناظور لجريدة “كواليس الريف” عن فضيحة مدوية تلوّث نزاهة امتحانات الباكالوريا هذه السنة … فبينما يُطالب آلاف التلاميذ بالكفاح والنزاهة، تم تخصيص القاعة رقم 4 بثانوية عبد الكريم الخطابي بالناظور ، لأبناء “الخاصّة” من رجال الأعمال وذوي النفوذ والسلطة، في مسرحية عبثية تُكتب فصولها على حساب مستقبل أبناء الشعب.
نفس القاعة ضمّت أبناء مسؤولي مؤسسات تعليمية شهيرة، من بينها “الرسالة”، و”عبد الكريم الخطابي”، و”الحداثة”، لإجتياز إمتحانات الباك بعد أيام قليلة ، والكل يعرف أن هذه المؤسسات تُسوّق لتفوق وهمي مبني على العلاقات لا الكفاءة … أما الأدهى، فهو تعيين مراقبين وُصفوا بـ”المتساهلين جدًا” – وهي تورية مهذبة لـ”المتواطئين” – بهدف غض الطرف عن عمليات غش منظمة، بل وربما المساهمة في تسريب الأجوبة داخل القاعة، في مشهد يشبه ما يجري في أفلام المافيا التعليمية.
أهذه هي تكافؤ الفرص التي تنادي بها الوزارة؟ هل بات الغش امتيازًا طبقيًا جديدًا؟ وهل أصبحت القاعات الدراسية تُوزّع حسب أسماء الآباء لا حسب أرقام التلاميذ؟
إن ما سيحدث بعد أيام في القاعة رقم 4 بثانوية عبد الكريم الخطابي، ليس فقط جريمة في حق التعليم، بل صفعة في وجه كل تلميذ مجتهد، وكل أستاذ شريف، وكل ولي أمر ما زال يؤمن بأن المدرسة يمكن أن تصنع مصيرًا لا يُشترى.
26/05/2025
