تحقيق استقصائي: كواليس الريف
في سابقة تُفجر قنبلة أخلاقية وإدارية من العيار الثقيل، تتحول وحدة فندقية من فئة النجوم اللامعة إلى مسرح فوضوي يعبث فيه “شاوش سابق” بمصير العمال ومستقبل الفندق على حد سواء. فندق ميركور الناظور، التابع لسلسلة Accor العالمية، يعيش هذه الأيام واحدة من أحلك لحظاته تحت “إشراف” سعيد النعيمي، الذي ارتدى جُبة المدير وانغمس في حياة باذخة لا تعكس إلا صورة قاتمة عن واقع مرير.
سعيد النعيمي هذا ، الذي سبق إبعاده من فندق بالجريدة pullman man mazagan بسبب “اختلالات جسيمة”، يعود متسللًا كظل لا يغادر المشهد، مكرّسًا وضعًا عبثيًا تتقاطع فيه سلطات وهمية مع سلوكيات مُخجلة… يتحرك داخل الفندق كأنه ملكية خاصة، يُوزع “الأوامر” من داخل شقة مفروشة تحولت إلى نادي خاص، يشرب الويسكي، ويصدر التعليمات بين طبق وجرعة.
في غياب السيد زكي، المدير الفعلي، تغوّل “النعيمي” كقيصر مفروض، يحكم المطبخ بقبضة من ترهيب واستهزاء، بينما العاملات يشكين من أجواء “مهينة ومذلة”، تتناثر فيها الأوامر من شفاه لا تفقه إلا طعم السلطة المجانية والكحول المستباح.
محاولات الترميم الإداري التي أطلقها المدير الجديد اصطدمت بلوبي فساد تغول داخل الفندق ، وبجدار من الصدّ والتآمر، مدعوم بشخصيات اعتادت الرقص في الظلام… وجوه تعرف كيف تعرقل دون أن تترك أثرًا، تزين أعذارها بكلمة “الخبرة”، بينما تخنق أي بصيص للتغيير.
حفلات، ضجيج كؤوس، وضحك مستفز في وجه البؤس وقوادة … كل ذلك يحدث أمام أعين العمال، بينما الإدارة العليا تغط في نوم عميق. فهل يعلم سيباستيان بازين أن إحدى وحداته تحولت إلى “ملهى ليلي إداري” يتدثر باسم Accor؟ وهل يدرك صندوق الإيداع والتدبير أن استثماراته تُدار بلسان السكر وسوط الاستغلال؟
عاد زكي، المدير الجديد ، ليجد أن “جحر الأفاعي” يحتاج أكثر من مكنسة تنظيف. فهل نشهد تطهيرًا حقيقيًا؟ أم أن النعيمي “الطباخ” سيعود ليتربص في الظل بانتظار فرصة جديدة لابتلاع ما تبقى من كرامة المؤسسة؟
يتبع…
26/05/2025
