من المرتقب أن يقوم رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، بزيارة إلى مدينة مليلية المغربية المحتلة يوم الإثنين 2 يونيو 2025، للإشراف على الافتتاح الرسمي للمستشفى الجامعي الجديد، وفق ما أعلنت عنه مندوبة الحكومة الإسبانية، صابرينا موح. وتأتي هذه الخطوة بعد تأكيد سابق من مستشار البنية التحتية، ميغيل مارين، ليتم الإعلان عنها رسميًا من طرف رئاسة الحكومة الإسبانية (لا مونكلوا).
ورغم أن المستشفى بدأ جزئيًا في تقديم خدماته، منذ الإثنين الماضي، من خلال استقبال الاستشارات الخارجية، إلا أن الإعلان عن هذه الزيارة الرسمية يأتي بعد انتظار دام 19 سنة منذ إطلاق المشروع لأول مرة خلال زيارة الرئيس الأسبق خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو.
ورافق الإعلان عن هذه الزيارة تساؤلات حول إمكانية عقد لقاءات مع الأطر الصحية وممثلي الأطباء والنقابات، خاصة في ظل الاحتجاجات والمطالب المرتبطة بتحسين ظروف العمل. غير أن مندوبة الحكومة لم تقدم أي توضيح بهذا الخصوص، مكتفية بالقول إن “الزيارة مخصصة لافتتاح المستشفى فقط”.
ورغم أن المشروع يكتسي أهمية اجتماعية واقتصادية لسكان المدينة، باعتباره رافعة لتطوير المنظومة الصحية وفرصة لتوفير مناصب شغل جديدة، إلا أن توقيته وسياقه السياسي يطرحان تساؤلات عميقة، في ظل استمرار الاحتلال الإسباني للمدينتين المغربيتين مليلية وسبتة، وتجاهل مدريد المستمر للمطالب التاريخية المشروعة للمملكة المغربية.
وتعد هذه الزيارة الثالثة لرئيس الحكومة الإسبانية إلى مليلية المحتلة منذ توليه المنصب، وتأتي بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على زيارته للمدينتين المحتلتين في مارس 2022، وهي الزيارة التي جاءت في خضم التحول في الموقف الإسباني تجاه قضية الصحراء المغربية، ودعم مبادرة الحكم الذاتي التي تطرحها المملكة.
لكن، وعلى الرغم من هذا التحول، فإن الزيارة المرتقبة لسانشيز تظل محصورة في بعدها التقني المرتبط بافتتاح المستشفى، دون أي إشارة إلى قضايا محورية كأوضاع المعابر الحدودية أو توسيع مطار مليلية، أو حتى فتح حوار جاد مع السكان والمهنيين حول مستقبل الخدمات العمومية.
في تصريحها، أكدت صابرينا موح أن المشروع يُعد منجزًا مهمًا للمدينة، معتبرة أنه سيساهم في تحسين جودة الرعاية الصحية وخلق دينامية اقتصادية. ومع ذلك، فإن الاحتفال بافتتاح مؤسسة صحية فوق أرض مغربية محتلة، يظل مشوبًا بسياق سياسي يفرض قراءة مزدوجة لما تحمله هذه “الإنجازات” من رسائل رمزية.
وتأتي هذه الزيارة في وقت تواصل فيه الرباط تتبع تطورات هذا الملف، ضمن مقاربة تعتمد الواقعية السياسية والحوار الدبلوماسي، دون التفريط في الثوابت الوطنية، وفي مقدمتها استرجاع المدينتين المحتلتين، بما يكرّس السيادة الوطنية الكاملة على كافة التراب المغربي.
28/05/2025