kawalisrif@hotmail.com

الهمس يهمص أخنوش … “البام” يقصف حليفه في الحكومة “الأحرار” بلغة السهم المغلّف بالحرير !

الهمس يهمص أخنوش … “البام” يقصف حليفه في الحكومة “الأحرار” بلغة السهم المغلّف بالحرير !

في مشهد برلماني استثنائي، شهدت الجلسة العمومية الأخيرة لمساءلة رئيس الحكومة لحظة تحوّل هادئة – لكن مشحونة – عندما اعتلى عبد الكريم الهمس، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين، منصة التعقيب. لم يكن تدخّله روتينيًا، بل بدا وكأنه خطاب حربي يختبئ خلف واجهة التعليق السياسي الهادئ.

الهمس، بصوت رخيم وكلمات مدروسة، أطلق قذائفه تجاه رئيس الحكومة عزيز أخنوش، وقطاعات حساسة تديرها شخصيات بارزة من حزب التجمع الوطني للأحرار. وفي مشهد نادر، لم يتردد في انتقاد ضعف التواصل الحكومي، في مفارقة لافتة كونه يتحدث عن قطاع يرأسه رفيقه في الحزب، المهدي بنسعيد. قالها بوضوح: الحكومة تعاني من “سوء تسويق منجزاتها”، رغم توفرها على ما يكفي من الوسائل والفرص.

لكن القنبلة الحقيقية جاءت مغلفة بنبرة واقعية، عندما أشار الهمس إلى وزارة الصحة، من دون تسميتها صراحة، مؤكدًا أن “بعض برامج الدعم لم تحقق أهدافها النبيلة”، داعيًا إلى تقييم صريح وجريء. هنا، كانت الرسالة واضحة: على وزارات “الحمامة” أن تراجع حساباتها.

وفيما يشبه قلب الطاولة، لم يفوّت الهمس الفرصة دون الإشادة بما تحقق في قطاعات “الجرار”: السكن، الثقافة، الشباب، الطاقة، والعدل. لوحة إنجازات متكاملة، استعرضها كمن يرد على خصومه بلغة الأرقام لا الشعارات، مشيدًا بما وصفه بـ”العمل الميداني الحقيقي”.

لم يكتف بذلك، بل توجه مباشرة إلى أخنوش داعيًا إياه لتبسيط منظومة الدعم الاجتماعي المباشر، وتحقيق العدالة في توزيعها، ملمّحًا إلى وجود “مليون أسرة معلّقة بين الانتظار والوعود”.

وبين سطور كلماته، كان عبد الكريم الهمس كمن يدق ناقوس الإنذار داخل البيت الحكومي: شراكة اليوم لا تعني صمت الغد، والتحالف لا يلغي المحاسبة.

في النهاية، بدا الهمس وكأنه يهمس فعلاً… لكن في أذن من؟ في أذن الحلفاء، أم الخصوم؟ أم لعلها همسات لشارع بدأ يفقد ثقته وسط زحام الوعود؟

 

28/05/2025

Related Posts