الخيل والبارود رفيقا درب منذ عهد الفتوة، وهما اليوم عنوان تألق سرية بني ادرار بعمالة وجدة أنجاد ، التي تُواصل حفر اسمها بين نخبة السربات الوطنية، خصوصًا ضمن صنف الشبان في جائزة الحسن الثاني، حيث تُعد من أبرز السربات الأوائل في هذا الصنف.
في تظاهرة الفروسية الأخيرة بمدينة بوزنيقة، حقق فرسان سرية بني ادرار إنجازًا مشرفًا، بصعودهم إلى منصة التتويج ( البوديوم ) بكل فخر ، وقد تألق كل من الفارسين عبد الحق بنعودة وعبد الوهاب قيسي، وهما من أبرز العناصر الشابة الطموحة التي تصارع بكل عزيمة من أجل التألق والتتويج ، وحرزا المرتبة الأولى والثالثة تواليا عن جدارة، ما خوّل لهما التأهل للمشاركة في جائزة دار السلام بالرباط ، استعدادًا لخوض منافسة كبرى في مدينة الجديدة، عاصمة الخيول العالمية.
يسعى فرسان بني ادرار جاهدين إلى إبراز المميزات الغنية لهذه المنطقة الحدودية المنسية، من خلال الأزياء التقليدية الخاصة بالفرسان، وحرصهم على الوفاء لصناعة السروج التقليدية، كإرث ثقافي متجذر، يُحافظ عليه بعناية من طرف الصناع التقليديين الذين توارثوا هذه الحرفة أبًا عن جد.
الفروسية في بني ادرار ليست مجرد هواية، بل ثقافة وهوية ونمط حياة، تعكس روح الفتوة والشجاعة التي توارثها الأبناء عن الأجداد … وهي المنطقة التي دافعت بشراسة عن الوطن ضد الأطماع الأجنبية، وساهمت إلى جانب باقي القبائل المغربية في التصدي للغزاة العثمانيين، في وقتٍ كانت فيه بعض الجهات المجاورة تستقبل المحتلين بالدفوف والمزامير.
بني ادرار اليوم تكتب التاريخ من جديد، بخيلها وبارودها، وبعزيمة شبابها المخلصين، وفي مقدمتهم عبد الحق بنعودة وعبد الوهاب قيسي ، يستحقون كل إشادة وتقدير.
28/05/2025