kawalisrif@hotmail.com

السعيدية بين شلل التدبير وجموح الطموحات :    إلى متى تستمر المدينة رهينة الفشل الجماعي؟

السعيدية بين شلل التدبير وجموح الطموحات : إلى متى تستمر المدينة رهينة الفشل الجماعي؟

السعيدية — كواليس الريف :

في قلب الواجهة المتوسطية لإقليم بركان، تستلقي جماعة السعيدية على كنوز طبيعية وسياحية لا تعد ولا تحصى … غير أن هذه المؤهلات، التي كان من المفترض أن تجعلها من أبرز جماعات الجهة الشرقية، باتت اليوم شاهدة على وضع من التراجع والجمود، تقوده رياح سوء التدبير وتكريس سياسة الإقصاء، في ظل غياب واضح للرؤية والنجاعة السياسية.

فمنذ أن تولى عبد القادر بن مومن، المنتمي لحزب الاستقلال، رئاسة المجلس الجماعي للسعيدية، أُغلقت أبواب الأمل أمام ساكنة المدينة التي راهنت على التغيير بعد خيبات متكررة مع أحزاب سابقة … إلا أن الواقع اليوم يؤكد أن الحلم تحوّل إلى كابوس، وأن الوعود ذهبت أدراج الرياح.

— تنمية مؤجلة وإنجازات غائبة

لا طرق معبدة، لا إنارة عمومية، ولا مساحات خضراء. مشاهد التهميش تقفز للعيان في كل حي وشارع ، رغم وفرة الموارد المالية والبشرية، ورغم كون السعيدية وجهة سياحية معروفة وطنيا، فإن التنمية بقيت حبيسة الرفوف. يتحدث المواطنون عن مشاريع معطلة، وميزانيات تُدار في الظل، ومجلس مسيّر منشغل أكثر بمصالح شخصية على حساب تطلعات الساكنة.

يصف المجتمع المدني المحلي الوضع بـ”الشلل التام”، مشددين على أن المدينة ضحية “تسيير انتقامي” لا يستوعب متطلبات المرحلة، ولا ينفتح على فعاليات المدينة وشبابها، الذين لا يزالون يُقصون بشكل ممنهج من دوائر القرار.

ويزداد الوضع قتامة أمام صمت المعارضة داخل المجلس، التي كان من المفترض أن تمارس دورها الرقابي والتوجيهي، لكن غيابها أصبح جزءا من المشكلة. في المقابل، تتصاعد أصوات المجتمع المدني مطالبة بالتغيير، ومتوعدة بـ”مسح” أعضاء المكتب المسير الحالي خلال الاستحقاقات الانتخابية الجماعية المقبلة سنة 2027، في مشهد قد يشكل منعطفا سياسيا جديدا في تاريخ المدينة.

 

29/05/2025

Related Posts