الصحراء المغربية : الجزائر تعود من لقاء دبلوماسي ثنائي مع بلجيكا خائبة خاسرة ومهانة

في مشهد لم يعد غريبًا على الدبلوماسية الجزائرية، حاولت الجزائر مجددًا دسّ ملف الصحراء المغربية المفتعل ضمن أجندة الدورة الخامسة من المشاورات السياسية مع بلجيكا. وكأنّ قضايا الإقليم المتفجرة من فلسطين إلى الساحل لا تكفي، حتى تعود الجزائر لتُعيد تشغيل أسطوانتها المشروخة حول دعمها للأطروحات الانفصالية، متناسية أن عقارب الدبلوماسية الدولية لم تعد تعود إلى الوراء.

وبينما اجتمع لوناس مقرمان، الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية، مع نظيرته البلجيكية ثيودورا جينسيس، بدا واضحًا أن الجزائر كانت تسعى لحشر قضية الصحراء في جدول أعمال ثقيل أصلًا. لكن النتيجة؟ رفض بلجيكي دبلوماسي ، ولا موقف مؤيد .

اللافت أن بلجيكا، شأنها شأن معظم العواصم الأوروبية، سبق وأن عبّرت بصراحة عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب، ووصفتها بأنها “جهد جاد وواقعي”، وهو ما ينسف آمال الجزائر في كسب أصوات أوروبية لصالح مشروع وهمي يفتقر للشرعية والدعم الشعبي والواقعي.

لقد بات واضحًا أن الجزائر تُصرّ على التشبث بملف خاسر دبلوماسيًا، تصرّ على تسييسه حتى في المحافل التي يُفترض أن تُعنى بالعلاقات الثنائية والتنمية الإقليمية. فهل آن للجزائر أن تعيد حساباتها، وتوجّه طاقاتها نحو القضايا الحقيقية التي تؤرق شعبها، بدلاً من مطاردة سراب اسمه “الجمهورية الوهمية”؟