تارودانت: إقصاء الأمازيغية يثير غضب الجمعيات الثقافية والحقوقية

أعربت جمعيات ثقافية ومدنية وحقوقية بإقليم تارودانت عن استيائها العميق من ما وصفته بالإقصاء المتكرر وغير المبرر للثقافة واللغة الأمازيغيتين ضمن فعاليات مهرجان ربيع المسرح في دورته الثالثة. جاء هذا الاحتجاج عقب تغييب واضح للمسرح الأمازيغي والوجوه الفنية الناطقة بالأمازيغية في البرنامج الرسمي، وهو ما اعتبرته الهيئات المعنية خرقاً صريحاً للمكتسبات الدستورية والمؤسساتية التي صادق عليها المغرب في سبيل المصالحة مع هوية الثقافة الأمازيغية.

وأوضح البيان المشترك الصادر عن هذه الجمعيات أن برمجة المهرجان لم تعكس التنوع الثقافي أو الخصوصيات المحلية لتارودانت، بل جاءت في اتجاه إقصائي ممنهج، حيث غابت اللغة الأمازيغية عن الإعلانات واللافتات والمداخلات، في مشهد وصف بـ”الصادم” و”النكوصي”. وحذر الموقعون من تداعيات هذا النهج، مؤكدين ضرورة احترام الدستور المغربي الذي يقر بالأمازيغية كلغة رسمية، وذكروا بأن تارودانت لطالما كانت منارات للفن الأمازيغي الأصيل.

ودعت الجمعيات إدارة المهرجان إلى إعادة النظر في منهجيتها، مع التأكيد على ضرورة احترام التنوع الثقافي المغربي، خصوصًا في ظل الدعم العمومي والخاص الذي يحظى به الحدث. كما طالبت بفتح نقاش موسع حول آليات تنظيم المهرجان مستقبلاً، بهدف اعتماد مقاربة تشاركية تعكس الهوية الحقيقية لتارودانت وتعدديتها الثقافية، وتضمن حق الأمازيغ في التعبير والإبداع دون تهميش أو إقصاء.