kawalisrif@hotmail.com

تعيين خطري الدوه يكشف أزمة تجديد داخل “البوليساريو” وعزلة جزائرية متفاقمة

تعيين خطري الدوه يكشف أزمة تجديد داخل “البوليساريو” وعزلة جزائرية متفاقمة

أثار قرار تعيين خطري الدوه ممثلاً جديداً لجبهة “البوليساريو” في الجزائر خلفاً لعبد القادر الطالب عمر ردود فعل واسعة وتساؤلات حول دلالاته السياسية، خصوصاً أنه يأتي في خضم توتر داخلي تعيشه الجبهة، وتزايد الضغوط التي تواجهها الجزائر، الداعم الأساسي لها. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تعبّر عن حالة جمود تنظيمي تعيشها “البوليساريو”، إذ جرى اللجوء مجدداً إلى وجوه قديمة، في مؤشر على عجز مزمن عن إنتاج قيادة جديدة قادرة على التكيف مع التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة.

ويُعتبر خطري الدوه من القيادات التاريخية داخل الجبهة، حيث سبق له تولي رئاسة المجلس الوطني الصحراوي والأمانة العامة بشكل مؤقت، كما ترأس وفدها في محادثات جنيف. لكن تعيينه في هذا المنصب يُفسّر من قبل باحثين ومحللين كخطوة لتقليص تأثيره داخل أروقة القرار، وتفادي أي تصعيد محتمل قبيل المؤتمر المقبل للجبهة، الذي يتوقع أن يشهد صراعات داخلية محتدمة. ووفق تحليل لبوسلهام عيسات، الباحث في السياسات الدولية، فإن هذا التعيين يكشف عن “ترهل قيادي وفشل ذريع في تجديد النخب داخل الجبهة”، مشيراً إلى أن الجيل الجديد يعاني من اليأس والإحباط، وهو ما يعمّق أزمة الشرعية داخل التنظيم.

من جهته، وصف الحسين كنون، رئيس المرصد المغاربي للدراسات السياسية، تعيين الدوه بأنه يعكس “هزالة الجبهة وتناقضات الجزائر”، مؤكداً أن منح صفة “سفير” لكيان يفتقد لمقومات الدولة، مثل السيادة والاعتراف الدولي، يخالف الأعراف الدبلوماسية والقانون الدولي. واعتبر أن الجزائر تواصل توظيف الجبهة كأداة سياسية في صراعها مع المغرب، ما يجعلها في مواجهة مباشرة مع التيار الدولي المؤيد للحلول السلمية. كما حذر من استمرار هذا النهج، مؤكداً أن دعم الجزائر لـ”البوليساريو” بات يهدد الاستقرار في المنطقة، في الوقت الذي يمضي فيه المغرب في تعزيز تنمية أقاليمه الجنوبية بدعم من شركائه الدوليين.

29/05/2025

Related Posts