شدّد المفكر والأكاديمي المغربي حسن أوريد، خلال محاضرة علمية ألقاها بكلية الحقوق أكدال، على ضرورة إعمال توزيع عادل للرموز في الفضاء العام، كمدخل أساسي لبناء مجتمع لائق ومنصف للهويات المختلفة. وأوضح أوريد أن إنكار رمزية رأس السنة الأمازيغية أو السخرية منها، كما يفعل البعض، يعاكس مبدأ الإنصاف الرمزي، داعياً إلى سنّ أدوات قانونية تُجرّم العنصرية وازدراء الأديان، حماية للنقاش الهوياتي من التوظيف المنحرف أو المُؤجّج للانقسامات.
وفي قراءته لمسألة الهوية داخل السياقات الغربية والعربية، نبّه أوريد إلى خطورة اختزال الحلول في مفاهيم مثل “العيش المشترك”، التي اعتبرها مجرد محاولات التفاف على واقع الهويات المتصدعة، مشيراً إلى أن التجربة الغربية، خصوصاً الفرنسية، عرفت توترات بين الهوية والمواطنة، وهو ما يهدد السلم الاجتماعي. وأكد أن بناء الأمة المغربية لا ينبغي أن يتم على أساس هوية واحدة، بل عبر تضافر هويات متعددة يشدها مصير مشترك، يقوم على ذاكرة جماعية وحاضر تضامني وتطلعات موحدة نحو المستقبل.
وفي السياق ذاته، شدد أوريد على مركزية العدالة الاجتماعية والمجالية في معالجة التوترات الهوياتية، مبرزاً أن استدعاء الخطاب الهوياتي غالباً ما يكون نتيجة لغياب الإنصاف الاقتصادي والسياسي. ودعا إلى ضرورة مواءمة الانتماء الهوياتي مع مفاهيم المواطنة والشخصية الوطنية، دون تقاطب أو إقصاء، مشيداً بدور المدرسة كمؤسسة محورية لترسيخ قيم المواطنة، بشرط أن تحصّن من الاستقطاب الهوياتي، وتُدعم بأدوات التنشئة السياسية، كالأحزاب والنقابات والمجتمع المدني، لصناعة وعي وطني متوازن ومتجذر.
29/05/2025