kawalisrif@hotmail.com

ظاهرة مقلقة على شواطئ إسبانيا … 20 حالة جنوح غير اعتيادية لأسماك “المانتا” الضخمة

ظاهرة مقلقة على شواطئ إسبانيا … 20 حالة جنوح غير اعتيادية لأسماك “المانتا” الضخمة

خبراء البيئة يطلقون صافرات الإنذار ويشكلون فريقاً بحثياً عاجلاً لفك شفرة الظاهرة

في مشهد غير مألوف أثار دهشة المواطنين وقلق العلماء على حدّ سواء، سجّلت السواحل الإسبانية هذا الربيع عشرين حالة جنوح لأسماك المانتا (Mobula mobular)، إحدى أضخم الكائنات البحرية وأكثرها رشاقة في أعماق البحار، والمصنّفة ضمن الكائنات المهددة بالانقراض.

هذه الحالات التي تكررت على امتداد الساحل المتوسطي، من بينها واحدة لافتة في منطقة “توسا دي مار” بإقليم جيرونا، دفعت خبراء الأحياء البحرية ومراكز الإنقاذ البيئي، وعلى رأسهم مركز إنقاذ الحيوانات البحرية (CRAM)، إلى حالة استنفار قصوى، بعد توثيقهم لمحاولة إنقاذ درامية لإحدى هذه الأسماك الضخمة التي قذفتها الأمواج إلى الشاطئ وهي في حالة حرجة.

ورغم أن وجود أسماك المانتا في البحر الأبيض المتوسط ليس أمراً نادراً، فإن تكرار حوادث الجنوح بهذا الشكل المكثف في فترة زمنية قصيرة يعتبر سابقة علمية تستوجب البحث العاجل. وقد شكّل فريق علمي متعدد التخصصات مجموعة عمل خاصة لدراسة هذه الظاهرة الطارئة، في محاولة لفهم العوامل التي أدت إلى هذا السلوك غير الطبيعي.

تشير البيانات الأولية إلى أن بعض هذه الأسماك وصلت أطوالها إلى أربعة أمتار، وهو ما يعكس حجم الضرر البيئي الذي قد يكون كامناً خلف هذه الحوادث. وتشمل الفرضيات المحتملة التي يدرسها العلماء التغيرات المفاجئة في درجات حرارة المياه، اضطرابات التيارات البحرية، التلوث البلاستيكي أو الكيميائي، والضوضاء تحت الماء الناجمة عن الملاحة البحرية.

هذه الظاهرة تفتح باب التساؤلات العريضة حول مدى تأثير الأنشطة البشرية المتزايدة في البحر الأبيض المتوسط على التوازن البيئي الدقيق، وتدفع في اتجاه مساءلة السياسات البيئية الحالية ومدى كفاءتها في حماية التنوع البيولوجي البحري.

 

29/05/2025

Related Posts