kawalisrif@hotmail.com

فيديو :    نداء من مليلية إلى رئيس الحكومة الإسبانية :   افتحوا ملف فاجعة مقتل شابين بساحل إعزانن بالناظور

فيديو : نداء من مليلية إلى رئيس الحكومة الإسبانية : افتحوا ملف فاجعة مقتل شابين بساحل إعزانن بالناظور

بعد إعلان عن الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى مدينة مليلية المحتلة ، في  2 يونيو المقبل، جدد عبد السلام أحمد، والد الشاب الراحل محمد أمين عبد السلام، المعروف بلقب “بصلي”، دعوته الملحّة لعقد لقاء مباشر مع رئيس الحكومة الإسبانية، بهدف إعادة فتح ملف مقتل ابنه وصديقه أمين محمد، في حادث مأساوي ما زال يكتنفه الغموض، رغم مرور أكثر من 12 سنة على وقوعه في أكتوبر 2013.

ويؤكد والد الضحية، في بيان صادر عنه، أن الهدف من هذا اللقاء هو إيصال حجم الألم والمعاناة التي تكبدتها العائلتين طيلة سنوات من الانتظار، في ظل صمت رسمي خانق من الجهات المعنية، رغم الوعود المتكررة من مسؤولين حكوميين بإعادة النظر في القضية. وأضاف قائلاً: “رئيس الحكومة الإسبانية سبق أن وعد بإيجاد حل لهذه المأساة، لكننا لم نلمس أي إجراء فعلي حتى الآن”.

وتعود وقائع هذه الحادثة المؤلمة إلى يوم 27 أكتوبر 2013، حين خرج الشابان، البالغان من العمر 20 و24 سنة، في نزهة بحرية على متن قارب ترفيهي مسجل ويحمل العلم الإسباني، بسواحل شاطئ سيدي لحسن بجماعة إعزانن بإقليم الناظور، يطلق عليها إسم “بونتا نيغري-Punta Negri” ، وبعد أيام من اختفائهما، عُثر على جثتيهما وعليهما آثار تعذيب وإصابات بليغة، من بينها جروح ناجمة عن أعيرة نارية، ما عزز فرضية تعرضهما لإطلاق نار من طرف عناصر البحرية الملكية المغربية، وفق ما رجحته العائلات وشهود عيان.

وقد خلف هذا الحادث صدمة قوية وسط ساكنة مليلية، وأثار موجة تضامن واسعة في عدة مدن إسبانية ومغرببة، مطالبة بكشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين. وقد رُفعت القضية إلى هيئات وطنية ودولية، وطالبت العائلات بفتح تحقيق مستقل وشفاف، غير أن الجهات الرسمية في كلا البلدين لم تقدم توضيحات كافية، ولم تُسفر التحقيقات الإسبانية عن نتائج ملموسة أو أي متابعة قضائية.

ومنذ وقوع الحادث، خاضت العائلتين المتضررة مسارًا نضاليًا طويلًا، شمل تنظيم وقفات احتجاجية ومسيرات رمزية، وإطلاق حملات إعلامية عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، بهدف إبقاء الملف حيًّا في الذاكرة الجماعية والرأي العام.

وفي هذا السياق، ترى العائلتين أن زيارة رئيس الحكومة الإسبانية إلى مليلية المحتلة تمثل لحظة محورية لإعادة تسليط الضوء على هذه القضية الإنسانية، وتجديد الدعوة إلى تحرك سياسي ودبلوماسي فعلي، يعكس احترام الدولة الإسبانية لحقوق مواطنيها، خصوصًا أولئك من أصول مغربية، الذين طالما شعروا بالتهميش في مثل هذه القضايا.

وفي ختام بيانه، شدد والد “بصلي” على أن هذا النداء لا يحمل أي طابع عدائي أو تصعيدي، بل هو صوت إنساني يبحث عن الحقيقة بعد أكثر من عقد من الألم: “نريد أن نعرف الحقيقة. لماذا حدث ما حدث؟ من المسؤول؟ هذا هو الحد الأدنى من العدالة الذي نستحقه. لم نطلب المستحيل، بل فقط كلمة حق تنصف أبناءنا وتنهي معاناتنا.”

ويُشار إلى أن الضحيتين من مغاربة مليلية، ويحملان الجنسية الإسبانية، ما يُحمّل الحكومة الإسبانية مسؤولية مضاعفة في متابعة هذا الملف، الذي يُعدّ من أقدم القضايا الحقوقية العالقة بالمنطقة.

29/05/2025

Related Posts